وزارة الإرشاد القومي الاتحادية



وقفت أمام كتاب "مولد شعب.. قصة شعب الجنوب العربي" الذي أصدرته وزارة الإرشاد القومي والإعلام الاتحادية بمدينة الاتحاد (عاصمة اتحاد الجنوب العربي)، وللأمانة التاريخية والموضوعية لم أجد حتى الآن (أي منذ ستينات القرن الماضي وحتى الآن) نضوجا في التناول الموضوعي السليم مثل الذي وجدته في هذا الكتاب.

كان المدخل إلى الكتاب بهذه الصياغة:

هذا هو اتحاد بلادنا

* كانت كل قبيلة في شعبنا أمة بحالها.

* كان الفرد يدين بالولاء للعشيرة بدلا من الدولة.

* اتحادنا ضرورة حياتية قبل أن تكون سياسية.

كما ورد في المدخل أن "إعمار الشعوب لا تقاس بالسنين، ولكنها تقاس بما حققته هذه الشعوب من أعمال مجيدة تحدد مكانها تحت الشمس...".

"ونحن هنا في الجنوب العربي عشنا عشرات السنين ممزقين..

..كانت أيامنا وليالينا تمر بلا هدف كأنها سحائب الدخان المتبددة في الهواء.. كان الجهل مخيما على ربوعنا، وكان كل جزء من أجزاء بلادنا منفصلا عن شقيقه انفصالا كاملا وكأنه لا يمت إليه بصلة، وزادت طبيعة بلادنا القاسية بجبالها الوعرة وطرقاتها الصخرية في تثبيت الانفصال وتدعيمه...".

"شعبنا تمزقه القبلية والعشائرية تمزيقا نفسيا مريعا يجعل كل قبيلة تشعر وكانها أمة ذات كيان، وكان الفرد يدين بالولاء للقبيلة ويحارب من أجلها فتراق الدماء من أجل ثأرات كريهة ولأتفه الأسباب، فإذا بدماء تلك الثأرات كأنها جراثيم أمراض معدية فتاكة تنتقل من جيل إلى جيل...".

بمعنى، الكتاب في التناول الموضوعي مفيدا : "ونظرة إلى حالنا تلك يلقيها الرائي فتمتلئ عيونه بالدموع دموع الأسى لشعب عربي لا أمل في تطوره ولا أمل في انبعاثه تحت تلك الأوضاع المزرية وفي ظلها....، وبتوحيد هذه الأجزاء تختفي النعرات القبلية ويصبح الولاء للموطن الواحد والدولة التي تمثل أبناء هذا الوطن الواحد هو الولاء البديل للقبيلة والعشيرة...".

"والاتحاد يعني أن تعبّد الطرق الوعرة وتزول معاقل العزلة ويوجد الاتصال.. الاتحاد يعني أن تذوب سلطات الأفراد وتسود القيادة الجماعية بدلا من تحكم الفرد...".

"الاتحاد يعني أن تزول الحدود ويتوحد الاقتصاد وتحفظ ثروة البلاد من الإهدار والضياع...".

حقيقة لقد ذهلت وأنا أقف أمام فقرات وصفحات كتاب "مولد شعب" وقدر لهذه التجربة أن تكون نسخة طبق الأصل من ماليزيا، فعندنا هناك سلطنات الملايو وهناك عدن الآسيوية، أي سنغافورة، وبدلا من أن نقتدي بتجربة فيدرالية كتجربة سلطنات الملايو الخمس مع سنغافورة وسار اتحاد ماليزيا جنبا إلى جنب مع المدينة الدولة سنغافورة بقيادة الخالد الذكر لي كوان يو.

اللهم اهدنا إلى سواء السبيل!!