تدركون، لكن بعد أيش؟

(رئاسة هادي خطأ استراتيجي قاتل

كتب أحد شباب حراك 11 فبراير 2011 في صنعاء، الذي امتطاه أسوأ ما في نظام علي عبدالله صالح من منشقين على رأسهم المجرم علي محسن الأحمر ، مقالاً خلص في نهايته إلى أن إيصال عبدربه منصور هادي إلى الرئاسة كان خطأ استراتيجياً قاتلاً.
ولأن ما حدث كان كذلك فعلاً، فإن المسكوت عنه في مدونة ذلك الخطأ هو ما هدف إليه المنشق والمنشق عليه وجمهور كل منهما، من اتخاذ هادي الجنوبي مطية ذلولاً لتحقيق غايات (شمالية) غير ثورية ولا وطنية ولا إنسانية.

(1)
كنتم، كما كان زعيمكم، تريدون دمية جنوبية في صنعاء بلقب رئيس جمهورية، وكان لكم ذلك، لكنكم وقعتم في شر أعمالكم إذ وجد غيركم، في تلك الدمية، ضالتهم، فلم تعد هي الدمية التي أجلستموها بأسوإ توافق على كرسي الرئاسة.

وكنا في الجنوب ندرك أن ظل ظلاً باهتاً لزعيمكم ثمانية عشر، عاماً، نائباً للرئيس (بلاقرار) لشؤون قص الشريط، لا يمكن أن يكون يوماً رئيساً للانتقال من الاستبداد إلى ااديمقراطية، بل رأيناه قناعاً قبيحاً لزعيمكم، فلم نقبل بتمرير، مهزلة الانتخاب التوافقي، وارتقى شهداء في مواجهات إغلاق مقار الانتخاب الزائف وحرق صناديق زورها.

(2)
الآن، بعد سقوط الدولة تدركون (الخطأ الاستراتيجي القاتل)، فما الذي يمنعكم من استرداد توافقكم اللئيم عليه بعد أن تبين لكم أنه ليس الراهن الضامن لبقاء الجنوب تحت إبط نفوذكم السياسي؟ هل ترون بن دغر بديلاً جنوبياً أفضل؟ أم هل ترون الميسري يفضله بالتجييش المناطقي؟

لئلا تكرروا خطأ الأمس، دعوا الجنوبيين كافة، من هادي إلى بن دغر إلى الميسري إلى أصغر مؤتمري أو إصلاحي، فكلهم (غلمان) زعيمكم (المخصية) ، وامنحوا الرئاسة لأكفيائكم - وهم كُثر - وستنجون وتتجاوزون الخطأ الاستراتيجي القاتل وكارثة الحكم السلالي، وستبنون دولة ظللتم تحلمون بها، لكن أحذفوا من أجندتكم أي (موغادة) سياسية من قبيل استخدام جنوبي بلقب زائف في القصر الرئاسي أو على رأس الحكومة أو البرلمان، ‏فأغلبهم مقتنع بأن دولة الجنوب المستقلة خيار واقعي لكنهم لا يفصحون عن ذلك- كما يقول السفير مصطفى نعمان محقاً - "في انتظار وضوح اتجاهات المواقف الإقليمية وموازين القوى، والأهم ضمان استمرار مرتباتهم ووظائفهم. ‏ومن أسباب الغموض أن خلافهم مع الانتقالي لا يدور حول المبدأ وإنما حول أحقية صدارة المشهد الجنوبي", ولعلهم لذلك يعملون معكم - وترونهم كذلك - بنفسية الخائن الانتهازي الذي يبتزكم بغضب الشارع الجنوبي الدائم، لتحقيق مصالح ذاتية، وعندما تستغنون عن خدماته، لا يبقى في نفسه أي ود لكم، فيكيد لكم كيداً، كما يفعل هادي الآن، الذي مزقكم شر ممزق، وشتتكم، ودمر كل ما بناه زعيمكم، وهو يمارس شتى أنواع الخذلان لكم بإرادته وبدونها، ويبيعكم خطابات فارغة يكتبها مديرو مكتبه، ثم يقرؤها هو بلسانه المعقوف خلقةً، ليتلهى بها الإعلام، ويتندر عليها الظرفاء.

(3)
لا تقترفوا خطأ استراتيجياً قاتلاً آخر ، رجاءً، فلديكم كفاءات في مجالات شتى قادرة على إخراجكم من نفق مكيدة الزعيم التي وافقت هوى في أنفسكم، وسنهنئكم يوماً بتجاوز ذلك الخطأ وتداعياته، وما ذاك الحدث ببعيد، إن تذكرتم أن في الجنوب شعباً لا يقرر له المركز السياسي المقدس في صنعاء، مستقبله، وأنه ماضٍ لتحقيق إرادته، وليس لديه أدنى ميل إلى اقتراف خطإ استراتيجي قاتل بأن يمضي في خطيئة الوحدة الميتة بأي صيغة كانت، إكراماً لكم ولأجيالكم المقبلة، ولأجياله التواقة إلى مستقبل بلا أخطاء استراتيجية قاتلة.