لقاء الزُبيدي وجريفيث.. جنوبٌ قوي يجنح نحو السلام

الأربعاء 1 يوليو 2020 12:02:00
 "لقاء الزُبيدي وجريفيث".. جنوبٌ قوي يجنح نحو السلام

جنوحٌ جديدٌ نحو السلام، عبّرت عنه القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس، في فترةٍ تمر به القضية الجنوبية العادلة بمرحلة شديدة الدقة.

هذا الموقف عبّر الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أكّد استعداد المجلس للانخراط بشكل جاد في مختلف مراحل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

جاء ذلك خلال لقائه مع المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، حيث شدّد على أنّ اتفاق الرياض بات يمثل نقطة انطلاقة حقيقية تجاه السلام.

وأضاف الرئيس الزبيدي أنَّ تشكيل حكومة كفاءات جديدة مناصفة يعد أولوية لبدء أي تقدم حقيقي ناحية الحل، مؤكِّدًا أنَّ المجلس يدعم جهود المبعوث الأممي.

وناقش الاجتماع، جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، وتدابير بناء الثقة، والملف الإنساني، وصولا للعملية السياسية التي يسعى المبعوث إلى إطلاقها.

شارك في اللقاء الوفد التفاوضي المرافق لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة الرئاسة، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وعلي الكثيري عضو هيئة الرئاسة، وعبدالرحمن اليافعي عضو هيئة الرئاسة، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية.

ليست هذه المرة الأولى التي تُقدِم فيها القيادة الجنوبية على إعلان موقفها بكل صراحة جنوحًا نحو السلام، وحرصًا على تحقيق الاستقرار.

الجنوب دائمًا ما يحرص على تحقيق الاستقرار وتجلّى ذلك في موقفه من اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، حيث أبدت القيادة الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق، تأكيدًا لأهمية هذا المسار في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

خلافًا لذلك، فقد سلكت حكومة الشرعية طريقًا قام على التصعيد الخبيث من خلال خرق بنود الاتفاق، والتوجُّه نحو استهداف الجنوب بشكل متواصل.

أمام هذا الواقع، فقد اتبع الجنوب سياسة هادئة تحلت بالصبر والنفس الطويل، لكن القيادة الجنوبية ما كان أن تصمت وهي ترى أمنها القومي يُهدَّد وأرضها تُسلَب ومقدراتها تُنهَب.

الآن، جنوح الجنوب نحو السلام يعبر عن استراتيجية قوية لمنتصر يدافع عن أرضه ويطرد الأعداء المتكالبين على الوطن، وهذا أمرٌ يحمل الكثير من الدلالات، لعل أبرزها أنّ الجنوب وجّه رسالة لكل من تسوّل له نفسه محاولة النيل من أمن الوطن واستقرار شعبه.

في الوقت نفسه، فإنّ رسالة الجنوب القوية تتناغم مع سياسة عاقلة ترى الأمور من بواطنها، وتسير وفقًا لاستراتيجية مرحلية، تحقّق أهدافها وفقًا لطبيعة ومجريات المرحلة.

الجنوب يسير الآن بخطى ثابتة وراسخة، فالمليشيات الإخوانية أيقنت الآن أنّها استهدافها للجنوب يذهب أدراج الرياح ومن هنا ظهرت قوة الجنوب الحاسمة، لكنّ هذا الأمر مصحوبٌ أيضًا بتوجّهٍ نحو الاستقرار وإحلال السلام.