جيل حضرموت الجديد

في حضرموت جيل جديد كفؤ جدير بتحمل المسؤولية، لكن ينقصه تنظيم نفسه، بلا رعاية من ذي جاه أو سلطان، ليس لقلب الطاولة، وإنما ليتخذ الجدير بها مقعده منها. عندئذ ستطوى صفحة الطفيليات الحزبية والقبلية التي تبتز الآخرين باسم حضرموت من أجل نفعياتها وذواتها.

وكلما ظلت طاقة الشباب معطلة، أو مهمشة، أو مستخدمة ملحقاً بأولئك الذين لم يغادروا سخام ماضيهم، استنسر المثقلون بصدأ الماضي والقبائلية الشائهة، والكتائب الدنيوية المجلببة بالدين، فانسد الأفق، على وسعه، أمام ( أصحاب المصلحة الحقيقية) في الانتقال إلى القرن الحادي والعشرين في حضرموت: الجيل الجديد المتخفف شبانه وشاباته من أوزار آخرين مشوهين بالالتياث السياسي والقبلي والديني.

كائنات الفشل والهزيمة والانقياد ليست جديرة بشيء جدارتها بالطواف حول معبد الفساد والإثراء والانتهازية الفجة، ورسم منطقة عازلة بين حضرموت وحرية جيلها الجديد، وحقه في حياة مختلفة هو أدرى بمدى اختلافها عما يدور في أذهان ممثلي الفشل والهزيمة والانقياد، الذين ليس في أجندتهم مغادرة الخشبة إلا بعد انهيار المسرح على الجمهور.