بالاستنشاق.. إس إن جي 001 علاج واعد لفيروس كورونا ‏

الأربعاء 22 يوليو 2020 23:34:41
بالاستنشاق.. "إس إن جي 001" علاج واعد لفيروس كورونا ‏

كشفت دراسات جديدة عن علاج لفيروس كوروناالمستجد (كوفيد – 19) يُؤخَذ عن طريق ‏الاستنشاق بأنه "محوري" بعدما أظهرت نتائج التجربة الأولية أنه قلّل في شكل كبير من عدد ‏المرضى الذين نُقِلوا إلى المستشفيات وهم في حاجة إلى عناية مركزة‎.‎

ووفقاً للإندبندنت واجه المرضى الذين أخذوا الدواء، المعروف باسم "إس إن جي 001" خطراً ‏يقلّ بنسبة 79 في المئة في مجال المضاعفات الشديدة، وكانوا أكثر ميلاً بنسبة الضعفين إلى ‏التعافي من كوفيد-19 مقارنة بمَن تناولوا الدواء الوهمي‎.‎

وأفادت "سينارجن‎" Synairgen‎، وهي شركة المستحضرات الطبية التي تقف وراء الدواء، إنه ‏‏"قد يؤشر إلى اختراق كبير في علاج مرضى كوفيد-19 الذين أُدخِلوا إلى المستشفيات‎".‎

يستخدم العلاج بروتيناً اسمه "إنترفيرون بيتا 1أ‎" (IFN-beta)‎، ينتجه الجسم طبيعياً حين يواجه ‏عدوى فيروسية‎.‎

والإنترفيرونات، هي مجموعة من البروتينات التي تصدر الإشارات، وتطلقها كريات الدم ‏البيضاء لتعزيز الدفاعات المضادة للفيروسات في الخلايا القريبة وتغيير استجابة نظام المناعة ‏للعدوى‎.‎

وعلى وجه التحديد، يساعد "إنترفيرون بيتا" الذي يجري إفرازه في نهاية الهجوم المناعي، في ‏الحدّ من الالتهاب وردّ الفعل المناعي للجسم‎.‎

لكن يبدو أن "سارس-كوف-2"، الفيروس المسؤول عن كوفيد-19، يكبح إنتاج هذا البروتين ‏الضروري، ما يؤدي إلى ردّ فعل مناعي مبالغ فيه يمكن أن يسبّب ضرراً جدياً للجسم‎.‎

ويُعَد "إس إن جي 001" الذي تطوّره "سينارجن‏‎" Synairgen ‎صيغة خاصة من صيغ ‏‏"إنترفيرون بيتا"، تُعطَى كرذاذ مباشرة في الشعب الهوائية عن طريق بخاخ‏‎.‎

وتشير النتائج المبكرة إلى أن الدواء، لدى استنشاقه، يستطيع استعادة الاستجابة المضادة ‏للفيروسيات لدى الرئتين، ما يعزّز الحماية ويسرّع الشفاء ويقاوم أثر فيروس "سارس-كوف-2‏‎".‎

بيّنت دراسات سابقة اشتملت على مرضى مصابين بالربو أن "إس إن جي 001" يتحمّله الجسم ‏جيداً، فهو يعزّز الدفاعات في مواجهة الفيروسات، ويحسن عمل الرئتين خلال إصابتها بعدوى ‏البرد أو الإنفلونزا‎.‎

ويشيع استخدام "إنترفيرون بيتا" في علاج التصلّب المتعدد. ويُزعَم أن الإنترفيرونات تستطيع ‏الحد بنسبة 18 إلى 38 في المئة من معدلات انتكاس التصلب المتعدد‎.‎

قال البروفيسور ستيف غودأيكر أستاذ طب الطوارئ في جامعة شيفيلد "لا يمكن تفسير هذه ‏النتائج. فنحن نحتاج إلى تفاصيل كاملة، وربما نحتاج في شكل أهم إلى الاطّلاع على بروتوكول ‏التجربة، التي كان يجب أن تُسجَّل والبروتوكول كان يجب أن يُوفَّر قبل إجراء أي تحليل. أنا ‏متخوّف من أنهم لم يفعلوا ذلك‎".‎

وذكر نافيد ستار، أستاذ طب الأيض في جامعة غلاسكو أن "النتائج تبدو مثيرة جداً للإعجاب، ‏وعلى الرغم من قبول أن التجربة صغيرة مع ما يزيد قليلاً على 100 مشارك، يمكن أن يشكّل ‏انخفاض شدّة المرض بنسبة 79 في المئة أمراً محورياً‎".‎

وتابع البروفيسور ستار" سيكون من الجيد أن نرى النتائج الكاملة فور تقديمها ومراجعتها من قبل ‏نظراء للتأكد من أنها مجدية وأن إجراء التجربة كان محكماً. فالأعداد الصغيرة للمشاركين تؤدي ‏أيضاً إلى يقين أقل على المستوى الحقيقي للمنفعة، أو ما إذا كانت المنافع تختلف بين الناس من ‏ذوي الخصائص المختلفة على صعيد المخاطر. وسيتطلّب عمل كهذا تجربة أكبر، لكن مع ذلك ‏فالنتائج مثيرة جداً‎".‎

ومن ناحيته، قال ستيفن إيفانز، أستاذ علم الأوبئة الصيدلانية في كلية لندن للصحة والطب ‏الاستوائي إن "من الواضح أن هذا العلاج يبدو واعداً للمراحل المبكرة من كوفيد-19 لكن ينبغي ‏بالتأكيد اعتباره أوّلياً‎".‎

وأضاف "إنها واحدة من دراسات المرحلة الثانية، على الرغم من أن بعض جوانب المرحلة ‏الثالثة توفرت فيها، لا سيما النتائج السريرية وإضفاء العشوائية مع التحكّم بواسطة الدواء ‏الوهمي. ومن وجهة النظر هذه، تتمتّع الدراسة بنقاط قوة أكيدة‎".‎