الحاضنة الشعبية تهزم حاضنة المليشيات في الجنوب

الاثنين 27 يوليو 2020 19:00:51
الحاضنة الشعبية تهزم حاضنة المليشيات في الجنوب

رأي المشهد العربي

تسعى مليشيات الشرعية التأكيد على تواجدها في الجنوب عبر زج مئات المليشيات المسلحة للمشاركة في فعالية مشبوهة دعت لها قوى مدعومة من قطر، وذلك في محاولة للرد على الملايين الذين خرجوا في حضرموت والمهرة وأكدوا دعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي، ولفظوا كل ما هو له علاقة بالشرعية وعناصرها الإرهابية.

الفارق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبين الشرعية، أن الأول لديه حاضنة شعبية حقيقية في الجنوب تمكنه من تحقيق الانتصارات السياسية والعسكرية والدبلوماسية يومًا تلو الآخر، أما الثانية فهي تحتمي بحاضنة المليشيات التي لا يمكن لها أن تنتصر في أي معركة لأنها وهمية ويجري شرائها بالمال ودعمها بالسلاح لتحقيق أهداف سياسية غير شرعية ومشبوهة، وبالتالي فإن هزيمة المليشيات دائمًا ما تكون على يد أبناء البلد الأصليين الذين يدافعون عن قضيتهم ووطنهم.

تحاول الشرعية التغلب على انحسار شعبيتها في الجنوب وتعويضها بأفراد المليشيات الذين تُظهرهم برداء مدني في محاولة للتأكيد على أنها مازالت حاضرة، غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك تمامًا لأن تواجدها في الجنوب بالأساس يقوم على المرتزقة الذين تجندهم في معسكرات الإرهاب وتغدق عليهم بالأموال القطرية والتركية من أجل البحث عن موطئ قدم في الجنوب بعد أن سلمت جبهات الشمال للمليشيات الحوثية.

لا يمكن المقارنة بين طرف لديه حاضنة شعبية يستمد قوته من أبناء الجنوب وهم الطرف الوحيد القادر على حماية وطنهم وبين حاضنة مليشياوية تعتمد على استيراد مرتزقة للدفاع عن حكومة لم يعد لها حضور على أرض الواقع وبالتالي تلجأ إلى دفع أموال مقابل البحث عن مؤيدين لها، وهو ما يشكل نقطة أساسية في انتصار الجنوب بمعركته ضد المليشيات الإرهابية.

استطاع المجلس الانتقالي أن يبني شعبية قوية في محافظات الجنوب، وهو أمر يدركه جيدًا أعداء الجنوب الذين وجدوا أنفسهم في مواقع الهزيمة سواء كانت عسكرية على الجبهات أو دبلوماسية بعد أن صمد الانتقالي في وجه ألاعيب الشرعية التي استهدفت تجاوز اتفاق الرياض، بل أن قوة الانتقالي وشعبيته الجارفة في الداخل دفعت لأن يكون الجنوب طرفًا فاعلًا في حل الأزمة اليمنية.

ستحاول الشرعية التأكيد على وجودها غير أنها لن تنجح في إقناع أي طرف محلي أو دولي بأنها مازالت قادرة على الحركة في الجنوب، وبالتالي فإن ما تقدم عليه في الوقت الحالي بمثابة محاولة بائسة أمام أنصارها ومليشياتها الذين تقوم بتدريبهم في معسكرات دشنتها خصيصًا لعداء الجنوب، ما يجعلها تبحث عن أي انتصار شكلي من الممكن أن يحفظ ماء وجهها.

انكشفت القوة الحقيقية للشرعية خلال الأسبوع الماضي بعد أن لجأت إلى التشكيك في الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع تارة، وحاولت منعهم بالقوة والسلاح تارة أخرى، الأمر الذي يبرهن على أنها فقدت جميع أدوات التأثير في الجنوب، وأضحى ارتكانها على حاضنة المليشيات هو الحل الوحيد أمام سيول الغضب الجارفة في الجنوب.