رؤية الانتقالي الثاقبة تفرض نفسها على مفاوضات الرياض
أشارت تقارير إعلامية عديدة إلى أن مفاوضات الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية شهدت حلحلة بعض الملفات الخلافية وأنه قد يجري الإعلان عن التوصل لتنفيذ الاتفاق من الناحية السياسية على الأرض، وهو ما يبرهن على أن الانتقالي فرض رؤيته الواضحة على المفاوضات بعد أن أصرّ على تنفيذ الاتفاق ورفض الانجراف نحو استفزازات الشرعية التي حاولت تجاوزه.
منذ أن جلس الانتقالي على طاولة المفاوضات في المملكة العربية السعودية قبل أكثر من شهر وكان هناك هدف واضح وهو تنفيذ بنود الاتفاق الموقع في شهر نوفمبر الماضي، إلى جانب التعامل بكل قوة وحسم مع ممارسات الشرعية الإرهابية في أبين وشبوة، والتأكيد على أن الجنوب لا بد أن يكون ممثلًا في أي مفاوضات تتعلق بالأزمة اليمنية، وهذا الهدف بدا واضحًا للجميع بما فيها القوى الإقليمية التي دخلت على خط المفاوضات مؤخرًا.
أضحى لدى التحالف العربي يقينًا بأن الانتقالي جاد في رغبته بتنفيذ الاتفاق ولعل ذلك ساهم في استمرار المفاوضات طيلة هذه الفترة بالرغم من استفزازات الشرعية وألاعيبها التي لم تتوقف، بل على العكس كان افتقار الشرعية للرؤية الواضحة ورضوخها تارة باتجاه المحور القطري التركي وأخرى باتجاه التحالف العربي سببًا في ضعف موفقها، وبالتالي فهي اضطرت في النهاية للرضوخ من أجل تنفيذ الاتفاق.
تماثلت رؤية المجلس الانتقالي مع رؤية التحالف العربي والمجتمع الدولي أيضًا بعد أن عدّ مطلب تنفيذ اتفاق الرياض مطروحًا على مائدة المؤتمرات والاجتماعات الدولية طيلة الفترة الماضية، وهو ما أضاف ثقلًا لموقف الانتقالي من الاتفاق، بل إن رؤيته الثاقبة ستدفع باتجاه حضوره الدبلوماسي بشكل أكبر على الساحة الدولية خلال الفترة المقبلة، إذا التزمت الشرعية ببنود الاتفاق الذي يستهدف إنهاء حالة التوتر القائمة في الجنوب.
مازال الانتقالي متمسكًا برؤيته التي لم تتغير منذ بدء المفاوضات، وبدا إصراره على تنفيذ الاتفاق ليس فقط من خلال قادته السياسيين بل والعسكريين أيضًا والذين يرون أن الحل السياسي يعد الأفضل في ظل تكالب الأطراف الإقليمية على الجنوب.
جدد قادة القوات المسلحة الجنوبية، تأييدهم المطلق لاتفاق الرياض وانحيازهم إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأعرب قادة القطاعات العسكرية في أبين والضالع وطور الباحة، والقطاعات البحرية والجوية والدفاع الجوي الجنوبية والمقاومة، والقيادات الأمنية خلال اجتماع، اليوم الاثنين، في الجمعية الوطنية، برئاسة اللواء أحمد سعيد بن بريك، عن التزامهم المطلق بأي اتفاق يوقعه وفد المجلس في الرياض.
كان اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، قد استعرض خلال اجتماعه، صباح اليوم الاثنين، مع الهيئة الإدارية للجمعية، مسار مباحثات وفد المجلس المفاوض في العاصمة السعودية، الرياض.
وشدد على الالتزام بنتائج المباحثات من قبل الوفد المفاوض في الرياض بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، وعبر عن التزام المجلس الانتقالي الجنوبي باتفاق الرياض وبالشراكة مع التحالف العربي في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكدًا على الاستعداد التام لحماية أرض الجنوب وشعبه وحماية تطلعاته، مشيرًا إلى أن الجنوب يواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية.
