قذائف الحوثي في الحديدة.. إرهابٌ يرعب السكان

الخميس 30 يوليو 2020 13:17:08
 قذائف الحوثي في الحديدة.. إرهابٌ يرعب السكان

يبدو أنّ سكان محافظة الحديدة على موعدٍ مع تصعيد متواصل تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران، التي تسعى لإطالة أمد الحرب باعتبارها وسيلةً لبقائها وتحقيقًا لثروات ضخمة.

المليشيات الحوثية دأبت طوال الفترة الماضية على التصعيد العسكري بغية تعقيد الوضع على الأرض، وهو ما دفع ثمنه المدنيون على الأرض، الذين تكبّدوا عناء الإرهاب الحوثي الغاشم.

ففي الساعات الماضية، قصفت مليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًا، منازل المواطنين بمنطقة الفازة في مديرية التحيتا، في استهدافٍ نشر حالةً من الفزع والرعب في نفوس الأطفال والنساء.

وأطلقت المليشيات الحوثية، نيران أسلحتها على منازل المواطنين في قرى الجبلية، مستخدمةً قذائف الهاون عيار 82، ومعدلات البيكا، وسلاح 14.5 وسلاح 12.7.

إقدام الحوثيين على هذا التصعيد الغاشم أمرٌ يمكن القول إنّه يُكبِّد المدنيين كلفة غاشمة، لا سيّما أنّ بقاء المليشيات مرتبطٌ بشكل كبير باستمرار الحرب بوضعها العبثي الراهن.

ودأبت المليشيات الحوثية على إفشال جهود الأمم المتحدة من أجل التوصّل إلى حل سياسي، يوقف الحرب التي تخطّت عامها السادس، وصنعت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.

وكثيرًا ما وُجِّهت اتهامات مباشرة للمبعوث الأممي مارتن جريفيث بعدم إحراز أي تقدم ملموس، في ترجمة دعوة وقف إطلاق النار إلى أمر واقع، في ظل أنّ أنّ الحرب في اليمن تنطوي على شبكة معقدة من الأهداف والأطراف الفاعلة، والأبعاد المحلية الأخرى التي تصعب من مهام جريفيث.

ونصّت مقترحات جريفيث على وقف القتال، وتشكيل لجان عسكرية بمشاركة ضباط من الأمم المتحدة للفصل بين القوات، وإعادة تشغيل مطار صنعاء، وصرف رواتب الموظفين، والتزام واضح بالذهاب إلى محادثات سلام شاملة.

في المقابل، وضعت المليشيات الحوثية العراقيل أمام مبادرات قدّمها جريفيث، حين أعلنت أنّ الحل الوحيد يكمن فيما سمته "وثيقة الحل الشامل" التي تريد من خلالها انتزاع اعتراف دولي وأممي يرسخ وجودها على الأرض.

عمل الحوثيين على إطالة الحرب لأكبر أمد ممكن راجعٌ إلى أنّ هذا الفصيل الإرهابي يُحقِّق الكثير من المكاسب لا سيّما على الصعيد المالي في سياق هذا الوضع العبثي الراهن.

وعملت المليشيات الحوثية على نهب الموارد، وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب، وهو ما مكنها من جمع ثروة كبيرة على مدار السنوات الماضية.

ويبلغ حجم الثروة التي جمعتها المليشيات الحوثية من الموارد ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات نحو 14 مليار دولار، منها تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.