أزمة اليمن الصحية.. كيف نهشت الحرب الحوثية في العظام المنهكة؟

الخميس 20 أغسطس 2020 00:31:00
أزمة اليمن الصحية.. كيف نهشت الحرب الحوثية في العظام المنهكة؟

في الوقت الذي يعاني فيه اليمن أزمة صحية شديدة الفداحة، فإنّ جهودًا دولية يعمل المجتمع الدولي على تقديمها من أجل التصدي لهذا الوضع المروّع.

وفي هذا الإطار، دربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أكثر من 550 من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، على الممارسات الصحيحة في التعامل مع مرضى فيروس كورونا، بمحافظة عمران.

أوضحت المنظمة الأممية، في بيان، أنّ التدريبات المتخصصة تهدف إلى رفع وعي المجتمع بإجراءات الوقاية ضد الفيروس.

الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014 خلّفت أزمة إنسانية وصحية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، وبات لزامًا التدخل بشكل حازم وحاسم من أجل التصدي لهذه الأعباء الناجمة عن حرب المليشيات.

ويشهد اليمن أزمة صحية، ربما الأبشع على مستوى العالم، وقد غرست المليشيات الحوثية بذور هذه الحالة من خلال سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي كبّدت المدنيين أثمانًا فادحة.

وتُسلّط تقارير أممية الضوء على أمراضٍ سجّلت حضورًا كبيرًا، بينها مرض الملاريا الذي تبيّن إصابة أكثر من ربع مليون شخص خلال النصف الأول من العام الجاري، كما تلقّت المليشيات الحوثية منذ مطلع العام الحالي، بلاغات عبر المكاتب والمرافق الصحية في 7 محافظات خاضعة لسيطرتها تؤكد تسجيل أكثر من 260 ألف حالة إصابة جديدة بالملاريا، منها 20 ألف حالة وفاة معظمها من الأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل.

وغرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة صحية شديدة التردي، وسط استهداف متواصل للكوادر الطبية، وكذا البنى التحتية الصحية، وهو ما صنع أزمة صحية شديدة الفداحة، كما تسبَّبت الحرب الحوثية في حرمان الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهي أمور بالغة الأهمية لتجنب انتشار الفيروس.

وفي خضم هذه المآسي، جاءت جائحة كورونا لتضيف مزيدًا من المعاناة على السكان الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، التي أظهرت فشلًا ذريعًا في التعامل مع هذه الأزمة المروعة.

وقبل أيام، حذَّرت منظمة أطباء بلا حدود، من موجة ثانية لفيروس "كورونا" باليمن، ودعت إلى ضرورة توخي الحذر؛ تحسبًا لحدوث تلك الموجة، مشدّدةً على أهمية المساعدة في منع انتشار الفيروس، من خلال اتباع التدابير الوقائية مثل غسل اليدين المنتظم، والتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.