جنوبٌ فاض به الكيل

الخميس 27 أغسطس 2020 19:01:22
جنوبٌ فاض به الكيل

رأي المشهد العربي

لا يزال يعيش اتفاق الرياض مرحلة فارقة، في ظل الخروقات والانتهاكات التي أقدمت على ارتكابها حكومة الشرعية عبر مليشياتها الإخوانية، وهو ما قاد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إعلان تعليق مشاركته في المشاورات.

اتفاق الرياض الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي، هدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية، بعدما أقدمت المليشيات الإخوانية على تحريف هذه البوصلة وتعطيل حسم الحرب على الحوثيين، ولأنّ الاتفاق يستأصل النفوذ الإخواني بشكل كامل فقد عملت الشرعية على إفشال هذا المسار.

قرار المجلس الانتقالي بتعليق المشاركة في مشاورات الرياض يحمل أهميةً كبيرةً فيما يتعلق بإلزام الشرعية على احترام هذا المسار، من منطلق ضغط سياسي يُنتظر أن يحقق المأمول منه في المرحلة المقبلة.

وطوال الفترة الماضية، عمل الجنوب على إفساح المجال أمام نجاح مسار اتفاق الرياض عبر تنفيذ والتزام كامل بما تضمّنته بنود هذا المسار، وهذه السياسة عبّرت عن استراتيجية جنوبية راسخة ينخرط فيها الجنوب إلى جانب التحالف العربي في مواجهة الحوثيين.

في المقابل، فإنّ الاعتداءات والخروقات المفضوحة التي تمارسها الشرعية ضد الجنوب وشعبه لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وأصبح من غير المقبول أنّ تواصل المليشيات الإخوانية استهدافها الخبيث للجنوب وشعبه عبر هذه الجرائم الغادرة.

القيادة السياسية الجنوبية وهي تسير باستراتيجية محنّكة من أجل إنجاح اتفاق الرياض، ينبغي أن تتأهب عسكريًّا بشكل أكبر من أجل التصدي لاعتداءات المليشيات الإخوانية ضد الجنوب، التي من المتوقع أن تتواصل على حدتها أو تزيد ضراوتها بشكل مكثف في المرحلة المقبلة.

في الوقت نفسه، فإنّ القيادة الجنوبية ينبغي أن تكثّف من تحركاتها من أجل تعقّب ومحاسبة قيادات الشرعية الذين ثبت تآمرهم على الجنوب، وذلك بعدما أقدمت قيادات هذه الحكومة على توظيف عناصر إرهابية من أجل شن اعتداءات وجرائم، لا يمكن أن تسقط بالتقادم.