موديز تعدل نظرتها لمستقبل قطاع التصنيع العالمي من سلبية لمستقرة

الخميس 17 سبتمبر 2020 18:35:55
موديز تعدل نظرتها لمستقبل قطاع التصنيع العالمي من سلبية لمستقرة

كشفت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني عن نظرتها لمستقبل قطاع التصنيع العالمي، وعدلتها ‏من سلبية إلى مستقرة، استناداً إلى مؤشرات التعافي الإيجابية في الاقتصاد العالمي عموماً. ‏

وأصدرت المؤسسة تقريراً مفصلاً بالأرقام والبيانات يسند قرارها بتعديل نظرتها إلى تعافي ‏قطاع التصنيع، ويخلص إلى أنه "حسب بيانات الصناعة ونتائج الشركات المالية في الربع الثاني، ‏يعتبر قطاع التصنيع تجاوز بالفعل عنق الزجاجة، وأثبت قدرة كبيرة على مواجهة تبعات أزمة ‏فيروس كورونا، وأصبح في وضع يمكنه من التعافي الجيد‎".‎

جاء التقرير بعد يومين من قرار مؤسسة موديز تثبيت التصنيف الائتماني للصين، ثاني أكبر ‏اقتصاد بالعالم وعصب قطاع التصنيع العالمي، عند‎ A1 ‎مع نظرة مستقبلية مستقرة. وبررت ‏مؤسسة التصنيف الائتماني الرئيسة في العالم قرارها في هذا الشأن بأن السياسات الحكومية ‏دعمت قدرة الصين على تلافي مخاطر الائتمان الناجمة عن الزيادة المستمرة في ديون القطاع ‏العام‎.‎

وقدرت موديز استمرار تحسن مؤشرات قطاع التصنيع بالعالم في ضوء بيانات وأرقام الأشهر ‏الأخيرة، إذ توقع التقرير نمو العائدات قبل خصم الضرائب والاستقطاعات الأخرى‎ (EBITDA) ‎بنسبة ثمانية في المئة خلال 2021، بعدما هوت تلك العائدات بنسبة أضعاف ذلك في 2020. ‏وذلك في ضوء بيانات مؤشر مشتريات المديرين في قطاع التصنيع الذي هوى من دون 40 ‏نقطة في أبريل (نيسان)، الذي ارتفع فوق حاجز 50 نقطة في يونيو (حزيران)، ووصل إلى ‏نحو 52 نقطة في أغسطس (آب). ويعد حاجز 50 نقطة الفاصل بين الانكماش والنمو، فتحته ‏يعني انكماشاً وفوقه يعني نمواً‎.‎

والبيئة العامة لقطاع التصنيع في العالم مرشحة لاستمرار التحسن مع ارتفاع ثقة الأسواق والنمو ‏الاقتصادي العالمي، وإن كان ذلك يظل مرتبطاً في استمرار منحاه الصعودي على تطور قدرة ‏العالم على احتواء فيروس كورونا. وتوقعت موديز انكماش اقتصادات دول مجموعة العشرين ‏في المتوسط في 2020 كلها بنسبة 4.6 في المئة، على أن تنمو تلك الاقتصادات 5.3 في المئة ‏في العام المقبل 2021. ذلك طبعاً بعدما عدلت موديز توقعاتها للصين ارتفاعاً، إذ تعد الصين ‏المكون الرئيس في سلسلة الإمدادات العالمية في قطاع التصنيع‎.‎

ومع انتعاش الاقتصاد الصيني بشكل معقول في الربع الثاني من هذا العام شهد الإنتاج الصناعي ‏ارتفاعاً قوياً، وكذلك الاستثمار في الأصول الثابتة. لذا عدلت موديز توقعاتها لنمو الاقتصاد ‏الصيني 1.9 في المئة هذا العام، ونموه سبعة في المئة العام المقبل 2021‏‎.‎

ولا تقتصر البيانات الإيجابية على الصين، بل كذلك توجد مؤشرات إيجابية قوية من الولايات ‏المتحدة وأوروبا. وإذا أخذنا مؤشر مشتريات المديرين في قطاع التصنيع نجد أنه ارتفع في ‏الولايات المتحدة إلى مستوى النمو. فبعد معدلات 41 نقطة في أبريل و43 نقطة في مايو (أيار)، ‏ارتفع المؤشر 56 نقطة خلال أغسطس، في أعلى قراءة له منذ يناير (كانون الثاني) 2019‏‎.‎

أما في أوروبا، فقد كان المؤشر في دول منطقة اليورو أقل من مستوى 50 نقطة الفاصل بين ‏التوسع والانكماش خلال العام الماضي 2019، لينخفض إلى ما دون 40 نقطة في أبريل ومايو ‏هذا العام. لكنه ارتفع فوق مستوى التوسع ليصل إلى 52 نقطة في يوليو (تموز) وأغسطس ‏‏(آب‏‎).‎

وفي غالبية مناطق العالم بدأ السحب من المخازن يزداد مع تحسن الطلب في مختلف مناطق ‏العالم، وتلك إشارة مشجعة على انتعاش قطاع التصنيع لتعويض المستهلك من المخزون. ومع ‏عودة النشاط التجاري تدريجياً وتعافي التصدير يزيد السحب من مستودعات التخزين بشكل ‏مطرد‎.‎

وحسب جداول وبيانات تقرير موديز، تتباين معدلات التعافي في قطاع التصنيع من منطقة إلى ‏أخرى في العالم، وكذلك من صناعة إلى أخرى. على سبيل المثال، تظل صناعات الطيران ‏والصناعات الجوية وإمدادات الصناعات الدفاعية في وضع ضعيف نسبياً مقارنة ببقية ‏الصناعات في القطاع، بسبب استمرار تراجع طلبات المستهلكين، لكن صناعات مثل معدات ‏البناء ومكونات آليات وأنظمة التحكم الذاتي في الصناعة تظل في وضع جيد يدفع إلى النمو على ‏المدى الطويل‎.‎

ورغم التوقعات الإيجابية المتفائلة، تظل هناك مخاطر تواجه قطاع التصنيع العالمي رغم أن ‏تقدير غالبية المؤسسات الدولية أن تأثير أزمة وباء كورونا في القطاع وصل إلى أقصى مدى ‏بالفعل، وبدأ منحنى الانتعاش. ويتوقع بعض التراجع والتباطؤ مع نهاية هذا العام ثم تعاف قوي، ‏حتى لو كان جزئياً، في العام المقبل‎.‎

ومن بين المخاطر التي يعددها التقرير تطور انتشار الوباء بشكل أكبر من الموجة الأولى، وفشل ‏العالم في مواجهته، إضافة إلى العوامل الجيوسياسية المختلفة، وأيضاً احتمالات تصاعد التوتر ‏التجاري بين كتل رئيسة في العالم.‏