قوة الجنوب تدفع الشرعية للبحث عن توافق مع الحوثي

الأحد 27 سبتمبر 2020 22:05:00
قوة الجنوب تدفع الشرعية للبحث عن توافق مع الحوثي

تبحث الشرعية عن نقاط توافق مع المليشيات الحوثية حتى وإن كان ذلك من خلال احتفال رمزي ليس له أي قيمة أو معنى، لكنها تريد أن توطد علاقاتها الخفية مع العناصر المدعومة من إيران بعد أن أدركت أنها بمفردها لن تستطيع مواجهة القوات المسلحة الجنوبية، في ظل عدم قدرتها على اختراق محافظة أبين والدور القوي لأبناء الجنوب في فضح ممارساتها الإرهابية في محافظة شبوة.

تسعى الشرعية إلى إعادة الوئام بينها وبين المليشيات الحوثية نكاية في التحالف العربي الذي يبدي إصرارا على تنفيذ اتفاق الرياض، ووجدت القيادات المهيمنة على الشرعية أن نفوذها سيأخذ في التلاشي حال تشكيل حكومة كفاءات بالمناصفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن ثم كان اللجوء إلى اللعب بورقة التقارب مع المليشيات في محاولة لتخفيف الضغوطات التي تمارسها المملكة العربية السعودية عليها.

يرى مراقبون أن الشرعية فشلت في تحقيق نجاحات سياسية في مواجهة الانتقالي الذي يثبت على موقفه من اتفاق الرياض ولم تهزه مراوغات الشرعية التي حاولت الالتفاف على الاتفاق، وتمسك بالمكاسب التي حققها منذ أن وقع على الاتفاق في شهر نوفمبر من العام الماضي، إي قبل عام تقريبا، وحقق تماسكا في الجبهة الجنوبية دفعت الشرعية للتوقيع مرغمة على آلية السعودية لتسريع تنفيذ الاتفاق.

يذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية فشلت أيضا على الناحية الشعبية بعد أن حاولت استمالة أبناء الجنوب عبر الحشد لمظاهرات ممولة لكنها تلقت صفعة قوية بعد أن رفض أبناء المحافظات الجنوبية تحديدا في حضرموت وسقطرى والمهرة، النزول إلى الشارع وأكدوا تمسكهم بالمجلس الانتقالي كممثل متوافق عليه من الجميع لحل القضية الجنوبية.

لم تجد الشرعية أمامها سوى التقارب مع المليشيات الحوثية في مواجهة التكاتف القوي بين القوات المسلحة الجنوبية والتحالف العربي، لكنها تخنق نفسها بحبال هذا التحالف دون أن تدري لأن المليشيات لم تتنازل بسهولة عن المكاسب التي حققتها في الشمال، فيما سترمي الفتات إلى الشرعية التي أضحت مترهلة وترفض أن تصوب سلاحها.

اتهمت صحيفة "الوطن" السعودية، في تقرير لها، بعض قيادات حكومة الشرعية بالتنصل من واجباتهم والانحياز إلى خيانة اليمن، من أجل المال القطري التركي، وأكدت الصحيفة، أن هؤلاء المسؤولين يطلقون تصريحات ضد وطنهم، بعدما وجدوا في أرض الدوحة إغراءات بالشقق والفيلات والرواتب الشهرية.

ونوهت إلى أنه جرى كشف امتلاك عدد من أولئك الخونة، لعقارات كبيرة موزعة بين الدوحة وتركيا، إلى جانب أموال نهبوها من مواقع كانت تحت مسؤولياتهم، ليشتري بعضهم الفلل والشقق في مواقع أخرى خارج تركيا وقطر.

ورصدت الصحيفة في تقريرها، بعض تصريحات هؤلاء المسؤولين وعلى رأسهم المدعو عبدالعزيز الجباري، والمدعو حمود المخلافي، اللذان هاجما أدوار التحالف العربي باليمن لخدمة قطر وتركيا.

ومن جانبه هاجم المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، اليوم، جماعة الإخوان باليمن، مؤكدًا أن شغلهم الشاغل أصبح سقطرى والمهرة بينما مدنهم وغرف نومهم تحت سيطرة الحوثي يعمل بها ما يشاء ولم يحركوا ساكن.

سخر الناشط السياسي صالح الدويل، اليوم، من حكومة الشرعية بطريقة لاذعة، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "سلطة الأمر الواقع حكومة الشخونجية ترضخ لشروط الحوثي وتطبع فئة الألف ريال على مقاس ما فرضه الحوثي"، وأضاف: "ياخيبة احتفالات سبتمبر المثل الشعبي يقول: ما للحب الدبش إلا الكيال الأعور".