العالم يحتفل بيوم الصحة النفسية هذا العام بظروف خاصة

الأحد 11 أكتوبر 2020 00:39:59
العالم يحتفل بيوم الصحة النفسية هذا العام بظروف خاصة

يوافق العاشر من أكتوبر في كل عام اليوم العالمي للصحة النفسية، وفي حين يتساءل كثيرون ‏عن الهدف من هذا اليوم، نجد عند قراءة الأرقام التي تتعلق بالصحة النفسية على مستوى العالم ‏والصادرة عن "منظمة الصحة العالمية" وغيرها من المؤسسات التي تُعنى بهذا المجال، أنه لا بد ‏من يوم عالمي يدفع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والعاملين في هذا المجال إلى التوعية ‏بما يُعانيه مليارات من البشر، ومحاولة إيجاد الحلول للحد من معاناتهم‎.‎

ويعيش سكان العالم في أزمات دائمة، سواء أكانت خاصة أو عامة، وتختلف تأثيراتها من ‏شخصٍ إلى آخر.‏

‏ إلاّ أنّه في الجهة المقابلة، هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من سوء الصحة النفسية. إذ ‏تعدّ الصحة النفسية من مجالات الصحة العمومية المهملة جداً. فهناك مليار شخص تقريباً يعانون ‏من الاضطرابات النفسية، مما يؤدي بهم إلى تعاطي الكحول على نحو ضار، الذي بدوره يودي ‏بحياة 3 ملايين شخص سنوياً، فيما يحصد الانتحار روح شخص واحد كل 40 ثانية. أما اليوم، ‏وفي ظل جائحة كوفيد – 19 تتأثر الصحة النفسية لمليارات الأشخاص حول العالم‎.‎

لهذا السبب، حشدت منظمة الصحة العالمية صفوفها مع المنظمات الشريكة، ومنظمة متحدين من ‏أجل الصحة النفسية العالمية، والاتحاد العالمي للصحة النفسية، من أجل الدعوة في “اليوم العالمي ‏للصحة النفسية” لهذا العام، إلى إحداث زيادة كبيرة في الاستثمارات الموجهة لقطاع الصحة ‏النفسية‎.‎

أما عن مظاهر الاحتفال فستكون مختلفة هذا العام، نتيجة إنتشار الجائحة وستتمثل في تشجيع ‏الناس يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر، في جميع أنحاء العالم على المشاركة في مسيرة افتراضية. ‏وسيضم البث المباشر على مدار الساعة أشخاصاً يتمتعون بخبرة طويلة، وقادة في مجال الصحة ‏النفسية وشخصيات مؤثرة، من فئات المجتمع المدني الناشطة في 19 بلداً، للمشاركة في الحملة ‏المعنونة “عبّر عن رأيك‎”.‎

في حين ستقوم منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للصحة النفسية يوم 10 تشرين الأول/ ‏أكتوبر، لأول مرة على الإطلاق باستضافة فعالية إلكترونية عالمية، بشأن التوعية والدعوة في ‏مجال الصحة النفسية. وستسلط المنظمة الضوء في هذه الفعالية المسماة – التظاهرة الكبرى من ‏أجل الصحة النفسية – على الأعمال التي ينجزها موظفوها في كل أرجاء العالم للحد من ‏الأمراض النفسية والتعاطي الضار للكحول والمخدرات. وسينضم زعماء العالم وخبراء الصحة ‏النفسية إلى المدير العام للمنظمة من أجل التحدث عن التزامهم تجاه الصحة النفسية والأعمال ‏الإضافية التي يمكن إنجازها في هذا المجال. كذلك سيشارك موسيقيون ذو شهرة عالمية ممن ‏رفعوا أصواتهم عالياً في الدعوة إلى أهمية الصحة النفسية، للحديث عن دوافعهم وتأدية وصلات ‏موسيقية. كما ستشارك شخصيات رياضية من الجنسين ، ممن تأثرت حياتهم باعتلالات الصحة ‏النفسية، للحديث عن تجاربهم وعرض طرق تعاملهم مع حالات صحية مثل الاكتئاب والقلق‎.‎

تنحصر مشاكل الصحة النفسية، في مدى إمكانية معالجتها، وهي تختلف من منطقة إلى أخرى. ‏إذ أن هناك عدداً قليلاً نسبياً من الناس في أرجاء العالم كافّة، يُتاح لهم سبيل الحصول على ‏خدمات جيدة في مجال الصحة النفسية. ففي البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، ‏تزيد نسبة الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعصبية، وتلك الناجمة عن تعاطي ‏المخدرات دون الحصول على أي علاج لحالتهم الصحية على 75 في المائة‎.‎

وعلاوة على ذلك، لا تزال ممارسات الوصم والتمييز والتشريعات العقابية، وانتهاكات حقوق ‏الإنسان إزاء هذه الفئة من الناس مستشرية على نطاق واسع‎.‎

وفي حين كانت خدمات الرعاية الجيدة والميسورة التكلفة، في مجال الصحة النفسية حول العالم ‏محدودةً أصلاً قبل اندلاع الجائحة، خصوصاً أثناء حالات الطوارئ الإنسانية والنزاعات، فإن ‏جائحة كوفيد-19 أدّت إلى تفاقم الوضع بسبب تعطيلها الصحية في شتى أنحاء العالم‎.‎

يأتي الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، في إطار التشجيع على زيادة الاستثمار في هذا ‏المجال. بحيث لا تتجاوز النسبة التي تنفقها البلدان في المتوسط من ميزانياتها الصحية، على ‏الصحة النفسية 2 في المائة‎.‎

ورغم الزيادة الطفيفة التي طرأت في السنوات الأخيرة، على حصة المساعدات الإنمائية الدولية ‏المقدمة في مجال الصحة النفسية، فإن نسبتها لم تتجاوز قط 1% من إجمالي المساعدات ‏الإنمائية المقدمة في مجال الصحة‎.‎