هل انتهت الزوبعة؟؟

لم أكن أود الخوض في موضوع هذا المنشور نظرا لأنه يقع ضمن اختصاصات جهات الأمن والتحري في محافظة عدن لولا إصرار العديد من مواقع الضجيج و التهييج والترويج على التوظيف السياسي لظواهر الاختفاء والاختطاف التي لا يمكن اكتشاف حقيقتها إلا بعد كشف تفاصيلها من قبل جهات الاختصاص
* * *
اعتدت دائما على تلقي مجموعة من المنشورات التضامنية مع ضحايا المواقف والتصرفات الجائرة، المقصودة وغير المقصودة في الشمال كما في الجنوب، وغالبا ما أضم اسمي إلى قوائم الموقعين على تلك البيانات والمنشورات التي تظم شخصيات محترمة ومعروفة باستقلاليتها ونزاهتها.
منذ نحو شهرين وقع في يدي منشور يتضامن موقعوه مع دبلوماسية يمنية كانت في القاهرة. اختفت في عدن وهي في طريق عودتها إلى أهلها.
وقد أثار الخبر ضجة إعلامية كبيرة وتفاعلات واسعة، وحينها فضلت ان أؤٌجل التوقيع لأتأكد من تفاصيل الحادثة، خصوصاً وأن معظم التعليقات والأخبار حملت أمن عدن مسؤولية الحادثة، وقد عرفت من الأصدقاء الذين تواصلت معهم (وهم محل ثقة) أن الفتاة خرجت من الفندق الذي كانت تنزل فيه على إثر اتصال تلقته، وكانت قد اعدت حقائبها ووثائقها وأبلغت استعلامات الفندق بأنها مغادرة.
وبعد أيام اتضحت الحقيقة وهي ان الفتاة ظهرت في صنعاء حيةً ترزق، وقد احتفى بها الحوثيون ايما احتفاء.
ومنذ نحو اسبوع يتداول ناشطو التواصل الاجتماعي ورواد المواقع الإلكترونية والصحفية نبأ اختفاء فتاتين في عدن وسط صخب إعلامي متنامي وتنديدات واحتجاجات وشكاء وتذمر الأهالي.
وفي الحقيقة فإن ظواهر الاختفاء هي ظواهر مقلقة وتخلق حالة من الذعر بين الأهالي ويزداد القلق والذعر عند ما يكون المختفي فتاة او امرأة نظرا لحساسية وضع المرأة في بلادنا.
ليس في هذا غرابة، لكن الغرابة تكمن في ما يرافق هذه الحوادث من تسييس وتحشيد وتعبئة بل واتهام اطراف سياسبة وأمنية بعينها سواء من القوى السياسية الجنوبية او قوات التحالف العربي، ما يجعل كل ذي بصيرة يتشكك في أن تكون وراء الزوابع الإعلامية دوافع سياسية.
الكثير من الطيبين يقعون ضحية التهييج العاطفي والتضليل الإعلامي، ليصل الأمر بالبعض إلى الهتاف "سلام الله على الحوثيين" و "سلام الله على عفاش" وهو بالضبط ما يريده المهيجون والمروجون والمبلبلون،
يوم أمس جرى تداول أخبار أن إحدى الفتاتين عادت إلى اهلها في عدن بعد أن كانت قد تعرضت للإغماء في الطريق وإسعافها إلى أحد المستشفيات من قبل بعض المتطوعين الشباب.
واليوم نشرت مواقع إعلامية، بعضها تابع لبعض من روجوا الإشاعات ونشروا الاتهامات، خبرا يقول أن أهل إحدى الفتاتين تلقوا اتصالا بأن ابنتهم في صنعاء وأن من اتصل يبلغ الأهل بالخبر طرح اشتراطات لعودتها ربما تضمنت دفع فدية.
من جانبه أمن عدن أبلغ أن ملف قضية الفتاتين بين يديه وأنهما أعيدتا إلى أهليهما وأنه يحتفظ بالتفاصيل حرصاً على حرمة وخصوصية الأهل وتجنبا لإثارة البلابل.
السؤال
هل خفت الضجة وهل هدأت الزوبعة بعد ظهور هذه التفاصيل غير المكتملة؟ أم أن عشاق التهييج وصناع الضجيج لم يقتنعوا بعد بخواء ما يسعون إليه وإفلاس هذا النهج الممقوت والقبيح.
ظاهرة الاختفاء وحتى الاختطاف تجري في بلدان أكثر أمنا من عدن التي ما تزال تعيش آثار زمن الحرب والعصابات وجماعات التفخيخ والإرهاب والسطو والنهب، لكن أهل تلك البلدان لا يلبسون تلك الأحداث لباس السياسة أو يسخرونها لتصفية الحسابات مع خصومهم السياسيين واجهزة الأمن.
واخيرا
نقدر مشاعر الأهالي الذين لا يهمهم سمعة الساسة ولا حتى الوطن عندما يفقدون من يمت لهم بصلة، لكننا نقول للمأدلجين والمروجين (الوحدويين) أرونا ضجيجكم وغيرتكم إزاء عشرات بل مئات الفتيات والسيدات المخطوفات في سجون الحوثيين في صنعاء والمعروفة أماكن احتجازهن ومن قام باختطافهن، أم أن ثقتكم بالحوثيين تجعلكم أكثر اطمئنانا عن مصير تلك النسوة حتى وإن كان بينهن من تمت بصلة قربى لبعضكم؟