التزام الانتقالي.. طوقٌ ينجي اتفاق الرياض من إرهاب الشرعية

الخميس 22 أكتوبر 2020 01:56:00
 "التزام الانتقالي".. طوقٌ ينجي اتفاق الرياض من إرهاب الشرعية

يُشكِّل ضبط النفس الذي يمارسه المجلس الانتقالي في تعامله مع اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي مع حكومة الشرعية، طوق النجاة الأول لأن يعرف هذا المسار طريقه نحو النجاح على الرغم من الخروقات المتواصلة من قِبل حكومة الشرعية.

الاتفاق الذي يقترب من عام كامل على توقيعه، لم يعرف نجاحًا كاملًا إلى الآن، وهذا راجع إلى سلسلة طويلة من الخروقات التي دأبت المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية على ارتكابها بغية إفشال هذا المسار.

الاتفاق يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما أقدمت مليشيا الإخوان على تحريف هذه البوصلة على مدار الفترة الماضية، لخدمة مصالحها وباعتبارها ذراعًا في قبضة المشروع القطري التركي الخبيث.

وأبدى الجنوب التزامًا كاملًا على الصعيدين السياسي والعسكري، وأفسح المجال أمام إنجاح هذا الاتفاق نظرًا لأهميته الاستراتيجية وتقديرًا لدور المملكة العربية السعودية في هذا الصدد.

على سبيل المثال، أعلنت الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي - قبل أسابيع - تسليم التحالف العربي الخطط اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض، وخطط فصل القوات ونقلها من أبين إلى الجبهات.

إدارة الشؤون الخارجية قالت إنّ جميع المشاورات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق تجري عبر قنوات رفيعة ومسؤولة برعاية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقالت إن المجلس الانتقالي يطالب دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الراعية لاتفاق الرياض باتخاذ موقف حازم تجاه المعرقلين لهذا المسار.

وأضافت أنّ تعطيل تشكيل حكومة المناصفة وآلية تسريع اتفاق الرياض المعلنة، يعد استمرارًا لسياسة العقاب الجماعي تجاه محافظات الجنوب.

في المقابل، لم تتوقّف المليشيات الإخوانية عن ارتكاب خروقات متواصلة لبنود اتفاق الرياض عملًا على إفشاله بشكل كامل، وذلك بالنظر إلى أنّ هذا المسار يستأصل النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية بشكل كامل.

وإلى جانب الخروقات العسكرية المتواصلة، فإنّ الشرعية تواصل تفخيخ الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة وفقًا لما ينص عليه الاتفاق.

وبات واضحًا أنّ الشرعية تتبع سياسة المماطلة عملًا على إفشال تشكيل حكومة جديدة، عملًا على المحافظة على النفوذ الإخواني المهيمن على الشرعية من جانب.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الشرعية تعمل على إطالة وتثبيت المشهد الراهن، في محاولة لاتخاذ ذلك غطاءً لمعاداة الجنوب عسكريًّا من جانب، بالإضافة إلى احتلاله إداريًّا عبر فرض الهيمنة الغاشمة على مؤسساته.

أمام هذا الخبث المفضوح لحكومة الشرعية، فإن التزام المجلس الانتقالي بمسار اتفاق الرياض يظل طوق النجاة الذي يمكنه إنقاذ مسار اتفاق الرياض من أجل إنجاحه بشكل كامل.