الشرعية توظف الحل السياسي للتمادي في خياراتها العسكرية بالجنوب

الأحد 25 أكتوبر 2020 20:13:00
الشرعية توظف الحل السياسي للتمادي في خياراتها العسكرية بالجنوب

مضى عام تقريبًا على توقيع اتفاق الرياض بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، غير أن الأوضاع على الأرض لا تشي بأن هناك رغبة من الشرعية الواقعة تحت سيطرة مليشيات الإخوان في الاستمرار نحو الحل السياسي، بل إنها توظف عدم تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض للتمادي في خياراتها العسكرية بالجنوب.

لا يمر يوم من دون أن تخرق الشرعية قرار وقف إطلاق النار في أبين، وكذلك فإنها تستمر في حشد عناصرها الإرهابية إلى الجنوب، ولا تتوقف عن ممارسة الانتهاكات ضد الأبرياء في شبوة، تحاول بشتى السبل اختراق العاصمة عدن مجددا، إلى جانب مؤامراتها التي لا تتوقف لإعادة احتلال جزيرة سقطرى.

يرى مراقبون أن مماطلة الشرعية بشأن تشكيل حكومة كفاءات مع المجلس الانتقالي الجنوبي تستهدف بالأساس الاستمرار في خروقاتها العسكرية، لأنها تحاول أن تُحدث تغييرات على أرض الواقع تجعلها الطرف المسيطر على الحكومة الجديدة حال جرى تشكيلها، وهو ما يبرهن على أن نواياها غير صادقة وأن قبولها بتشكيل حكومة كفاءات لا يعني تخليها عن الحل العسكري.

يذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية تسعى من خلال خروقاتها العسكرية المستمرة لإجهاض اتفاق الرياض، وعدم تنفيذ بنوده على الأرض وأنها تمضي في طريق استفزازها للمجلس الانتقالي الجنوبي بحيث لا تظهر كطرف مسؤول عن إفشال المفاوضات بشكل مباشر، إلا أنها تواجه بحنكة سياسية ودبلوماسية من الانتقالي الذي يتعامل مع خروقات الشرعية بتضييق الخناق عليها دبلوماسيًا وعسكريًا أيضًا.

وشنت مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة للشرعية، ظهر اليوم الأحد، قصفًا مدفعيا على مواقع القوات المسلحة الجنوبية في جبهة أبين، فيما قالت مصادر ميدانية إن دبابة تابعة للمليشيا الإرهابية، شاركت في القصف، مؤكدة أن تنظيم الإخوان الإرهابي يواصل تنصله من اتفاق التهدئة لإفشال مباحثات الرياض.

وبالتوازي مع الأعمال العسكرية تعمل الشرعية عبر تدخلات الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح على فرض أسماء معينة على الحقائب الوزارية المخصصة للحزب في التشكيل الحكومي المرتقب.

وقال المصدر لـ "المشهد العربي"، إن قيادات المؤتمر رفضت تفاهمات أبرمها أحمد عبيد بن دغر ورشاد العليمي باسم المؤتمر مع الأحمر وقيادات إخوانية لتسمية ممثلي المؤتمر في الحكومة.

وأضاف أن السعودية استدعت القيادي المؤتمري محمد الشايف، من القاهرة للعودة إلى الرياض في إطار مشاورات تسمية ممثلي المؤتمر في الحكومة المزمع تشكيلها بموجب اتفاق الرياض.

وأوضح أن سلطان البركاني ومحمد الشايف وعثمان مجلي يمثلون الجناح الرافض للاختراق الإخواني، وإبرام بن دغر اتفاقيات جانبية باسم المؤتمر بمباركة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي.

وأكد المصدر أن مثل هذه المحاولات من قبل هادي والأحمر وتنظيم الإخوان الإرهابي بالتواطؤ مع بن دغر تشير إلى أن هناك عدم جدية من قبل هذا التيار في الشرعية في إنجاح اتفاق الرياض.

فيما أعلنت الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي - قبل أسابيع - تسليم التحالف العربي الخطط اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض، وخطط فصل القوات ونقلها من أبين إلى الجبهات.

وقالت إدارة الشؤون الخارجية إنّ جميع المشاورات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق تجري عبر قنوات رفيعة ومسؤولة برعاية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقالت إن المجلس الانتقالي يطالب دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الراعية لاتفاق الرياض باتخاذ موقف حازم تجاه المعرقلين لهذا المسار.

وأضافت أنّ تعطيل تشكيل حكومة المناصفة وآلية تسريع اتفاق الرياض المعلنة، يعد استمرارًا لسياسة العقاب الجماعي تجاه محافظات الجنوب.