الحوثي يعرقل خطوات التحالف نحو الحل السياسي

الاثنين 26 أكتوبر 2020 18:00:00
الحوثي يعرقل خطوات التحالف نحو الحل السياسي

رأي المشهد العربي

تحاول المليشيات الحوثية الإرهابية بكل قوة عرقلة خطوات التحالف العربي التي تسير باتجاه الحل السياسي، وتسعى إلى فرض أمر واقع جديد تكون فيه الكلمة العليا للحلول العسكرية وهو ما يطيل أمد الأزمة ويسمح للمليشيات بأن تتمادى في جرائمها اليومية بحق الأبرياء، تحديدًا وأنها ترتكن على تحالف خفي مع مليشيات الإخوان المهيمنة على الشرعية ما يجعل بسط سيطرتها على مزيد من مناطق الشمال أمرًا ممكنًا.

يمكن تفسير توالي إطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة الحوثية باتجاه المملكة العربية السعودية في هذا الإطار، لأن التصعيد جاء في وقت وجه فيه التحالف ضربات دقيقة إلى المليشيات الحوثية استهدفت منصات إطلاق الصواريخ ومواقع تخزين الأسلحة، الأمر الذي جعل المليشيات مرغمة على التهدئة الوقتية من خلال توقيع اتفاق تبادل الأسرى، قبل أن تعاود التصعيد بضراوة خلال الأيام الأخيرة بفعل المد الإيراني الذي وصل إليها.

يبدو من الواضح أن المليشيات الحوثية لم تحصل فقط على دعم سياسي من طهران ممثلًا في تعيين سفير بدرجة إرهابي لدى الحوثي في صنعاء، بل من المؤكد أن هناك دعما عسكريا خفيا صاحب هذا الدعم السياسي وظهرت بوادره عبر إطلاق الصواريخ بشكل مكثف ليس فقط باتجاه المملكة وإنما أيضًا باتجاه الساحل الغربي في محافظة الحديدة.

تمضي المملكة العربية السعودية في طريق الحل السياسي عبر أكثر من مسار، أولها إعادة ترتيب قيادة قوات التحالف وتعيين قيادة جديدة استطاعت أن توجه ضربات قوية للمليشيات من أجل إرغامها على الجلوس على طاولة المفاوضات، إضافة إلى مسار اتفاق الرياض الذي تسعى من خلاله لتصويب سلاح الشرعية ليكون باتجاه المليشيات الحوثية وإنهاء مرحلة التنسيق المشترك بين الطرفين، إضافة إلى مساهمة المملكة بشكل فاعل في الطريق الذي رسمه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

تدرك المليشيات الحوثية ومن خلفها القوى الإقليمية التي تدعمها أن نجاح أي من المسارات السياسية يشكل تهديدًا عليها في ظل رغبة تلك الأطراف في إطالة أمد الحرب مستفيدة من تجارة الحروب التي تضمن توالي التمويل بالنسبة للمليشيات، كما أنها تضمن للأطراف الإقليمية الداعمة لها إمكانية استخدام ورقة الأزمة اليمنية كلما اشتدت الضغوطات الأمريكية على طهران.

يتطلب التصعيد الحوثي باتجاه المملكة العربية السعودية تدخلًا إقليميًا على نحو أكبر من ذلك، لأن خطورة الصواريخ والطائرات التي يجري إسقاطها قبل وصولها إلى أهدافها تكمن في أنها قد تُشعل الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن وهو ما سيؤدي إلى حرب طويلة الأجل ستقضي على الأخضر واليابس، وبالتالي فإن الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة لن يكون كافيًا في تلك المرحلة، وأن الأمر بحاجة لفرض عقوبات قوية على الحوثي وإيران لتضييق الخناق على تهريب الأموال والأسلحة.