مصدرها الطيور والثدييات.. علماء يحذرون من جيش فيروسات أخطر من كورونا

الأحد 1 نوفمبر 2020 22:02:39
 مصدرها الطيور والثدييات.. علماء يحذرون من جيش فيروسات أخطر من كورونا

لا يزال العالم غارقا في كابوس فيروس كورونا المستجد، حتى أصدر فريق علمي دولي تحذيرا جديدا من ان ‏الجائحة الحالية قد لا تكون الا مجرد بداية وقطرة من فيض فيروسات بوسعها الانتقال من الحيوانات إلى ‏البشر.‏

وقال أغلب الباحثين إن فيروس كورونا المستجد نشأ لدى الخفافيش، رغم ظنهم أنه مرّ عبر جنس آخر قبل أن ‏ينتقل إلى البشر.حذر علماء من احتمال وجود ما يصل إلى 850 ألف فيروس غير مكتشفة حتى الآن في ‏الطيور والثدييات يمكن أن تصيب البشر في يوم من الأيام.‏

وفي تقرير جديد، قال فريق دولي مؤلف من 22 خبيرا إنه بدون اتخاذ إجراءات لحماية الحياة البرية، سيكون ‏هناك المزيد من الأوبئة المتكررة والأسوأ في المستقبل.‏

وأضافوا أن هناك حاجة إلى تحول لمنع ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ - بدلا من الاستجابة لها بتدابير ‏الصحة العامة واللقاحات الجديدة.‏

وقال الخبراء إن هذا النهج وحده سيسمح لنا "بالهروب من عصر الأوبئة"، وسيستدعي إنهاء الاستغلال غير ‏المستدام للبيئة، بما في ذلك إزالة الغابات والزراعة المكثفة والتجارة لاستهلاك الأنواع البرية.‏

وأشار التقرير إلى أن هذا الاستغلال أدى إلى زيادة الاتصال بين الحياة البرية والماشية والبشر، و"أدى إلى ‏جميع الأوبئة تقريبا".‏

وتشمل التدابير الموصى بها فرض ضرائب على اللحوم وإنتاج الماشية، والحد من تجارة الحياة البرية، ‏وجهود حماية أفضل.‏

وقدّر الخبراء أن مثل هذه الخطوات ستكلف نحو 40-58 مليار دولار سنويا - وهو جزء بسيط من تكلفة ‏مكافحة الأوبئة مثل "كوفيد-19".‏

وبحلول شهر يوليو/ تموز وحده، على سبيل المثال، تكبد فيروس كورونا بالفعل تكلفة مالية تراوحت بين 6-‏‏12 تريليون جنيه إسترليني (8-16 تريليون دولار).‏

وجرى إعداد التقرير من خلال ورشة عمل ضمت 22 خبيرا - بما في ذلك علماء الأحياء وعلماء البيئة ‏وخبراء الأمراض - دعا إليها المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات ‏النظم البيئية، أو ‏IPBES‏.‏

وحذروا من أن هناك ما يقدر بـ850 ألف فيروس غير مكتشفة حاليا في الطيور والثدييات - مثل الخفافيش ‏والقوارض والرئيسيات - يمكن أن يكون لديها أو تطور القدرة على إصابة البشر.‏

وتتزايد مخاطر مثل هذا الانتشار بسرعة، مع ظهور أكثر من 5 أمراض جديدة بين البشر كل عام - يمكن أن ‏يكون لأي منها إمكانية وبائية.‏

ومع ذلك، قال التقرير إنه سيكون من الخطأ إلقاء اللوم على الحياة البرية في ظهور هذه الأمراض، لأن ‏الأوبئة ناتجة عن الأنشطة البشرية وتأثيرها على البيئة.‏

وتسببت التغييرات في كيفية استخدام الأرض - مثل زيادة إزالة الغابات، وبناء المستوطنات البشرية في ‏المناطق البرية، ونمو المحاصيل والإنتاج الحيواني - في أكثر من 30% من الأمراض التي ظهرت منذ عام ‏‏1960.‏

وحذر التقرير من أن التجارة واستهلاك الحياة البرية للأغذية والأدوية والفراء والحيوانات الأليفة، أدت إلى ‏خسائر في التنوع البيولوجي وأمراض مستجدة، وتشكل مخاطر مستقبلية مهمة.‏

ومن المحتمل أيضا أن يساهم تغير المناخ بشكل كبير في انتشار الأوبئة في المستقبل، من خلال تحفيز حركة ‏الأشخاص والحياة البرية.‏

وحذر التقرير من أنه "بدون استراتيجيات وقائية، ستظهر الأوبئة في كثير من الأحيان، وتنتشر بسرعة أكبر، ‏وتقتل المزيد من الناس، وتؤثر على الاقتصاد العالمي بتأثير أكثر تدميرا من أي وقت مضى".‏

وتشمل الخيارات المحتملة للحد من مخاطر الأوبئة: تقليل التوسع الزراعي، فضلا عن الحد من تجارة ‏واستهلاك منتجات مثل اللحوم وزيت النخيل والأخشاب النادرة، وتلك التي تتطلب التعدين.‏

كما دعا التقرير إلى زراعة أكثر استدامة، وأنظمة غذائية أكثر صحة واستدامة - بما في ذلك تناول اللحوم ‏‏"المسؤول" - وحوافز للشركات لتجنب الأنشطة والمنتجات ذات المخاطر الوبائية العالية.‏

وأضافت أن تحسين إنفاذ القانون للتصدي للاتجار غير المشروع بالأحياء البرية، وتقليل أو إزالة الأنواع ‏عالية الخطورة من التجارة المشروعة، يمكن أن يساعد أيضا.‏

وأضاف الباحث في الصحة العامة، آندي جونز، من جامعة إيست أنجليا أن "فقدان التنوع البيولوجي وتغير ‏المناخ والتجارة الدولية والنمو السكاني غير المنضبط، كلها عوامل تخلق ظروفا تجعل جائحة عالمية أخرى ‏أمرا لا مفر منه".‏