في زمن الانهيار صعد سهم الانتقالي

مما لا شك فيه أن الإنتقالي انتصر في عوامل النجاح الثلاثة على عكس القوى الأخرى إذ أنه استطاع أن يقوي علاقته وشراكته مع دول التحالف ومع السعودية بالذات قائد التحالف العربي وأصبحت علاقات مباشرة بين قيادة الإنتقالي والصف الأول في المملكة وهذا ما حرم منه الجنوب منذ زمن وأثبت الإنتقالي حسن نيته تجاه عملية السلام بعكس الآخرين وبهذا كسب ود الدول وأصبح العمود الأساسي لدعاة السلام والاستقرار .

أنتصر المجلس الإنتقالي في العامل الثاني من عوامل النجاح وهو العامل الميداني حيث زادت القوات الجنوبية عن ذي قبل وترتب وضعها وجهوزيتها بشكل قوي ومن تابع كيف تهاوت القوة في أحداث أغسطس من العام الماضي وكيف صمدت وتقدمت في معركة شقرة في مايو الماضي وحتى الآن .

أنتصر المجلس الإنتقالي في العامل الثالث من عوامل النصر وهو الأساسي العامل الشعبي حيث أثبت للشعب انه القائد الأمين وقد لاحظ الشعب كيف كان موقف قيادة الإنتقالي في المعركة السياسية والمعركة الميدانية وكيف تقدموا الصفوف وسقط كثيرا ممن كانوا يدعون حبهم للجنوب عندما ظهروا فوق دبابات الغزاة وبهذا نال الإنتقالي شعبية ساحقة تبنت في مليونية المكلا الأخيرة بكل وضوح .

وبنظرة أخرى نجد أن الحوثي ومن معه كل يوم يظهرون أسوأ من ذي قبل في ملف العلاقات الخارجية وشعبيته تتهاوى وتظهر قيادته كتجار حروب وصانعي أزمات وكذلك أطراف الشرعية وعلى رأسهم حزب الإصلاح (إخوان اليمن) فقد خسر الجوف ونصف مأرب وأصبحت تعز وكر للإرهاب والعصابات ولم يبن أي ثقة وإنما يخسر ويتهاوى وأصبح الإعلام الموالي له يحرض بشكل علني لإفشال اتفاق الرياض وتحقيق السلام .

إقالة الأمير فهد بن تركي بعد ست سنوات من قيادته للقوات المشتركة وإحالته للتحقيق يعد نجاح للانتقالي وظهور قيادات في الصف الأول داخل الشرعية تهاجم التحالف وتنفذ أجندات قطر وتركيا وصفهم الإعلام السعودي بالمعتوهين يوضح حجم الفجوة وانتزاع الثقة بين الطرفين وفي المقابل تظهر قيادة الإنتقالي ودوائره وهيئاته متزنة مستقيمة ثابته دعاة سلام لا تسرب المعلومات ولا تحرض على الفوضى ولا تبتز الآخرين وتحافظ على الإستقرار بمعنى مختصر رجال دولة .