الحطابة.. مهنة شاقة تفرضها ظروف المعيشة في أبين

الجمعة 13 نوفمبر 2020 12:21:00
الحطابة.. مهنة شاقة تفرضها ظروف المعيشة في أبين

أبين - المشهد العربي:

دفعت الظروف المعيشية الصعبة في محافظة أبين الكثيرين إلى العمل بالحطابة التي تعد أحد المهن الشاقة والصعبة، سبيلًا لكسب لقمة العيش.

وساعد على انتعاش الحطابة، الإقبال على الحطب من المواطنين كوسيلة لمواجهة ارتفاع أسعار الغاز المنزلي، في ظل انعدامه بالأسواق.

ويقول المواطن ناصر سالم رمضان أحد ابناء منطقة المخزن إنه لجأ لمهنة الحطابة بسبب الظروف المعيشية الصعبة بعد فقدان والديه انعدام السبل إلى الوظيفة الحكومية لإعالة إخوانه اليتامى، مؤكدًا أنه لم يجد أي وظيفة غير مهنة الحطابة ألصعبة والشاقة.

ويضيف: "اتجه إلى الوادي القريب من المدينة حاملًا منشاري الكهربائي باحثًا عن الأشجار المناسبة لأجمع منها الحطب".

ويشير إلى أن هناك صعوبات تواجهه منها أعطال المنشار الكهربائي وانقطاع سلسلته، ما يدفعه إلى استخدام الفأس، مضيفًا أن الاعتماد على الفأس يقلل الإنتاج وأن شراء سلسلة حديدية جديدة مكلف جدًا.

ويوضح أن عملية إعداد الحطب بالوادي تستغرق ثلاثة أيام، تبدأ بجلب الحطب عبر الجواري المسحوبة بالدواب، وعرضها للبيع.

ويؤكد أن غالبية الزبائن الذين يقبلون على شراء الحطب من أصحاب الأفران وأصحاب المنازل الذين يلجأون للحطب في حالة انعدام الغاز المنزلي.

وينبه إلى تفاوت أسعار الحطب من حين لآخر، حسب الرواج بالسوق، قائلًا إن بعض الاحيان يكون السوق مناسب مع وفود مشترين من خارج المحافظة، حيث تباع الأحطاب بأسعار مناسبة.

من جهته، يقول المواطن علي محسن حسن المنصب من أبناء منطقة المخزن، إن أوضاع المواطنين تدهورت في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية، مؤكدًا أن الغلاء ضيق سبل العيش على المواطنين محدودي الدخل والفقراء.

ويشير إلى تخلي الأسر الفقيرة عن شراء غاز الطبخ المنزلي بسبب ارتفاع أسعاره والاعتماد على الاحتطاب وجلب الحطب من الوادي لتوفير قوت أطفالها.

ويحمل سياسة حكومة الشرعية الإخوانية المسؤولية، مؤكدًا أنها أوصلت المواطنين إلى مستويات غير مسبوقة من الفقر.

ويشير إلى معاناة العاملين في الحطابة خلال العمل تحت حرارة الشمس الحارقة، وصعوبة البحث عن أجود أنواع الحطب، ليأتي بمردود وفير، داعيًا أهل الخير إلى دعم هذه الشريحة من الشباب لزيادة دخلهم.

بدوره، يرى المواطن عادل علي جريدان إن الجهات المعنية لم تعط اهتمام لمهنة الحطابة ولم تقدم للعاملين بالمهنة وسائل دعم للنهوض بمهنتهم والتخفيف عنهم.

ويضيف أنه على الجهات المسؤولة تقديم الدعم الكافي لأصحاب تلك المهن بتوفير لهم منشار كهربائي ووسائل نقل للحطب للتخفيف من معاناتهم، موضحًا أن الشباب الذين يمارسون هذه المهنة غالبيتهم عاطلون عن العمل ويبحثون عن مصدر دخل لإعالة أسرهم.

ويشدد المواطن أحمد صالح الرز الكازمي على أن مهنة جمع الحطب والفحم اقتصرتا إلى عهد قريب، على فئه كبار السن و معدومي الدخل، في المناطق الريفية.

ويعتبر أن الظروف الاقتصادية فرضت مهنة الحطابة على كثير من الشباب كمصدر دخل بالرغم من أنها مهنة شاقة ومتعبة، لافتًا إلى ارتفاع الأسعار وانهيار العملة وعدم انتظام مرتبات موظفي الدولة.

ويرى أن كثيرين من أرباب الأسر لجأوا إلى بيع الحطب كمهنة لكسب العيش الحلال وتوفير لقمة العيش.

ويشير إلى أن انتشار الحطب على الطرق ساعد على رواجها كعامل مساعد لعملية البيع بالإضافة إلى وصول تجار بيع الحطب من محافظات عدة لشراء الحطب.