الجنوب في مواجهة السيف والسيل

قال اليدومي: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وكان لتغريدته المُبهمة صداها الإيجابي في صنعاء، على لسان محمد علي الحوثي، ليُصحّح وقعها المنطقي، مؤكداً حسمية، وأهمية، ان يكون الوقت كـ"السيل"، وليس كالسيف.

وهذا التناغم يعني ما يعنيه على الأرض من تنسيقات حول المعركة، والتي هي بحاجة إلى حسم سريع، أسرع من سيف الاخونجي "اليدومي"، وأفظع من سيل "الحوثي"، من خلال شدة وضراوة المعارك ضد مليشيات الإرهاب الإخواني في جبهات الطرية والشيخ سالم، ووادي سلا في محافظة أبين.

تناغمهم في العالم الافتراضي ينعكس هناك خلف حدود الضالع، وخلف حدود يافع، حيث تلوح تحركات مريبة، لمليشيا الإرهاب الطائفي الحوثي. هذا التناغم الخبيث قد يفهمه الراعي المُغيّب عن المشهد في تحليلنا بحسن النية، او المستغيب المتغاضي، المتعامس المتقاعس، في واقع الأمر، مستخدماً سياسة المتورط الذي يأمل ان يحدث ما يجرى انفراجة، قد تخلق من خلالها أي استحداث جديد قد يحصل على الأرض هنا أو هناك.

السيف والسيل، كلاهما إن قطعك فقد شل حركتك، وصرت عديم الجدوى، وهناك لديك حيز زمني قصير فاصل بين اللحاق بقطعه، أو ينتهي الوقت، قد لا يكون مدته رضوخ ترامب بالفشل، وتولي بايدن الحكم في أمريكا، 20يناير العام القادم، وبين توقعات انشغال العالم بدعاوي وطعون ترامب، والاجتهاد في التوقعات والاحتمالات التي يضعها المحللين السياسيين، وتوقعات الاطباء عن الموجة الثانية لوباء "كوفيد 19" التي قد تجتاح العالم وما قد يتسبب للعالم من ارباك جديد، او قبل ان تأتي جزرة "جريفيث" التي يهيئها، او قد تأتي العصاء الخضرا الغليظة من أوروبا او أمريكا، التي يلوح بها مايكل آرون بين وقت وآخر.

ومع ذلك، هنا في عالمنا عالم الأمر الواقع وبعيداً عن عالم التغريدات الافتراضية وبعيدا عن الارتزاق والإرهاب، سينكسر سيف اليدومي وينحسر سيل الحوثي بإذن الله في ثبات لمعان النجم الجنوبي، تحرسه شهب السماء، وموج البحر العربي، ولن يجد سيف الإخونجي يداً تحمله في رمال الطرية وجبال يافع والضالع وكور العوالق وجبال شبوة، وجبال دثينه والعرقوب، ومُرتفعات مكيراس وجبال ضبضب وشمسان وردفان، وهي أقوى أسوام وأمنع حواجز، فدعونا نقول لكل (الهلمبة) ما قاله شاعرنا المحضار وصارت مثل شعبي: "لا تلقى لها سوم قد سومها الجبل".