اللقاءات الحوثية الإيرانية.. إرهاب يُصنع أمام الأعين

الخميس 19 نوفمبر 2020 01:48:00
اللقاءات الحوثية الإيرانية.. إرهاب يُصنع أمام الأعين

يبدو أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تفاقمًا في الإرهاب الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية بتعليمات مباشرة تُوجّه إليها من إيران بغية إطالة أمد الحرب.

مبعث هذا الاحتمال المرجّح بقوة هو أنّ القيادي في الحرس الثوري السفير الإيراني لدى مليشيا الحوثي الإرهابية حسن إيرلو كثّف اجتماعاته في صنعاء مع قيادات حوثية ومسؤولين في حكومة المليشيات غير المعترف بها.

وبحسب مصدر مطلع تحدّث لـ"المشهد العربي"، فإنّ السفير الإيراني يعقد اجتماعات بشكل يومي مع القيادات الحوثية في مقر السفارة الإيرانية.

وتحضر القيادات الحوثية بشكل يومي إلى مقر السفارة الإيرانية لعقد لقاءات غير معلنة، خلافًا للقاءات يعقدها إيرلو بشكل علني.

وبحسب المصدر، فإنّ السفير الإيراني يبحث كافة الملفات العسكرية والأمنية والسياسية الخاصة بالمليشيات الحوثية، وبات هو مرجع أي قرار للمليشيات في الجانب العسكري والسياسي.

كثافة اللقاءات الحوثية الإيرانية تنذر بأنّ موجة تصعيدية على الأبواب تمارسها المليشيات، التي تخوض في الأساس حربًا بالوكالة عن طهران، تستهدف إحراق اليمن بنيران الحرب، كما تعادي أيضًا التحالف العربي.

ويمكن القول إنّ الإرهاب الخبيث الذي يمارسه الحوثيون على الأرض يُنفذ طبقًا لتعليمات تُوجّه إلى المليشيات بغية إطالة أمد الحرب، وهو ما أدّى إلى صناعة أزمة إنسانية شديدة الفداحة.

وعلى مدار الفترة الماضية، حرصت طهران على تزويد الحوثيين بترسانة أسلحة ضخمة وعبر عدة أوجه، وذلك من أجل ضمان الاستمرار في شن حربها العبثية ليس فقط في اليمن، لكن من أجل استهداف السعودية أيضًا.

دعم إيران المقدّم للحوثيين اتخذ مسارات عدة، بدأت بالتهريب عن طريق السواحل الممتدة، ثم عن طريق الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وكذا عن طريق تجار سلاح يعملون لصالح المليشيات.

كما عملت طهران على دعم المليشيات بالخبراء العسكريين والمتخصصين في التصنيع الحربي، وهؤلاء الخبراء دخلوا بطرق مختلفة، ولا يزال بعضهم يشرف على العمليات العسكرية لهذا الفصيل الإرهابي.

تصاعد التنسيق الحوثي الإيراني، أو بمعنى أدق استمرار طهران في توفير حاضنة للمليشيات هو أمرٌ يمثّل تحديًّا للمجتمع الدولي الذي كثيرًا ما دعا إلى ضرورة وقف دعم طهران الخبيث لهذه المليشيات المارقة.

وبالنظر إلى مأساوية الأوضاع الناجمة عن الحرب، فلا يبدو أنّ هناك مجالًا أمام المجتمع الدولي يضيع في انتظار وقف الدعم الإيراني المسلح للحوثيين، باعتبار أنّ هذا الأمر يمثّل سببًا رئيسيًّا في تمكين المليشيات من إطالة أمد الحرب.

التحدي الإيراني للمجتمع الدولي يتوجّب أن يقابل بسياسة تتحلّى بأكبر قدر ممكن من الحسم والحزم في سبيل مواجهة الإرهاب الحوثي الذي تصنعه إيران على مهل وغير مهل.