وقف صرف المرتبات.. رصاصٌ حوثي يمول الجبهات ويضرب الإنسانية

الخميس 19 نوفمبر 2020 19:08:00
وقف صرف المرتبات.. رصاصٌ حوثي يمول الجبهات ويضرب الإنسانية

يبدو أنّ المليشيات الحوثية لم تكتفِ بما أحدثته من أزمة إنسانية مصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، لكنّها تواصل إجراءاتها التي تنذر بمزيد من التفاقم للمآسي.

ففي خطوة تنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية، أعلن القيادي الحوثي مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، التراجع عن قراره السابق بصرف نصف مرتب كل شهرين للموظفين بشكل منتظم.

المشاط برر التراجع عن قراره السابق بسبب جائحة كورونا، خلال كلمته في اجتماع مع مسؤولي حكومة المليشيا غير المعترف بها، لكنّ مصدرًا مطلعًا تحدّث لـ"المشهد العربي"، قد كشف أنّ هذا التراجع سببه اعتراض الجناح العسكري في المليشيات، بحجة أن اتساع الجبهات بحاجة إلى مزيد من الدعم المالي، وأن التحشيد ونفقات المقاتلين والأسلحة لها الأولوية على صرف المرتبات.

وأضاف أن جائحة كورونا لم تؤثر على مليشيا الحوثي كما زعم المشاط، بل حولتها المليشيات إلى موسم لابتزاز أصحاب المراكز والمحال التجارية، كما أن المليشيات لم تخسر فلسًا واحد لمواجهة هذه الجائحة التي تكفلت بها المنظمات الدولية.

الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون تحمل كثيرًا من الدلالات، فهي تبرهن على خبث نوايا المليشيات وعملها على إطالة أمد الحرب وذلك على حساب احتياجات السكان.

كما أنّ هذه الخطوة تُضاف إلى إرهاب خبيث مارسته المليشيات الحوثية طوال الفترة الماضية، من خلال نهب أموال السكان على صعيد واسع بغية تمويل الجبهات عملًا على إطالة أمد الحرب.

في الوقت نفسه، فإنّ إقدام الحوثيين على وقف صرف المرتبات أمرٌ ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية على صعيد واسع بالنظر إلى حالة الفقر المرعبة والتي تفشّت بشكل قاتم على مدار سنوات الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.

وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أزمة فقر حادة، وسط انتشار مكثف للمتسوّلين في معظم الأحياء، يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق والأسواق، يفترشون الأرصفة وأبواب المساجد والمحال التجارية والمنازل، أملًا في الحصول على مساعدات مالية أو عينية.

وسبق أن أعلن البنك الدولي أنّ الحرب الحوثية تسبّبت في وقوع أكثر من 21 مليون نسمة من أصل 26 تحت خط الفقر، أي 80% من تعداد سكان البلد المضطرب، في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ قرابة 24 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية.

وتقول الأمم المتحدة إنّ التسول أصبح من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارًا، بسبب تفشي الجوع وفقد الوظيفة وموت العائل، كما أنّ ظاهرة التسول لا تقتصر على شريحة كبار السن الذين يمكن أن يتعاطف الناس معهم، فالأطفال والنساء انضموا أيضًا إلى طابور كبير من المتسولين الذين تمتلئ بهم شوارع المدن.