الوجه الآخر...!

تحاول سلطة (الحديد والنار ) في شبوة هدم ما تبقى من هامش هش للحرية وتكميم افواه أصحابها.

لم يكن الزميل الصحفي المخضرم صالح حقروص، المطارد من كل اتجاه الوحيد الذي يتعرض للتهديدات والمضايقات لاسكات صوته الجهوري ولو ب (كاتم الصوت)، وسبقه زملاء آخرين كحال الزميل جمال شنيتر، وصالح مساوىء، والقائمة مفتوحة، هذا ما يختص بحملة الأقلام، وما عداها فالجبروت يواصل مداه، والبطش حاجز منيع لمن يتفوه أو يتافف ضدا على سلوكيات أصحاب السلطة المطلقة في المحافظة، أو (أحباب الله) كما يرون أنفسهم!!!.

أمس تداعى بعض أبناء شبوة للخروج لوقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح جندي النخبة الشبوانية محسن الخليفي المحتجز في سجون السلطة الحاكمة وللمرة الثانية، وبصورة غريبة تدل على العقلية المتخلفة المتغطرسة يتم القبض على الزميل العزيز جمال شنيتر، وتهمته نقل الحدث بكاميرته وصوته لقناة " الغد المشرق"، ثم اطلق سراحه!.

يحز في النفس ما يجري من انتهاكات وسلوكيات (قذرة ) وسط صمت المحافظ أو تغييبه عن هول ما يحدث، وهو المدافع عن حق التعبير، وحرية الراي، لكن فيما مضى، عندما كان وكيل اول المحافظة، وبمجرد تسلطه صار يحاكي (الجلاد)، وهولاكو عصره!.

شخصية المحافظ تغيرت تماما، ولن تمحيها عجلة التنمية، وصار يعيش في برج زجاجي، ووسط (حفنة) منافقين قتلوا تلك (البرآة) المزعومة، وما تبقى له من حب عند كثيرين.

لا تكمن التنمية في بضعة أحجار وأكياس اسمنت رخوة، وتعبيد طريق على طريقة (سمك، لبن، تمر هندي ) سرعان ما تذوب مع زخة مطر، أو (هزة) رياح ليست عاتية..!.

التنمية.. لا تعني الاعتماد على (شوية) أطفال يحركونك بالريموت كنترول، وتبدو أمامهم كالأبلة، أو تتكوم حول مجموعة من المستشارين، وأصحاب المصالح، ويرسمون نهاية مؤلمة مثلما فعل (بعضهم) مع أحد الاسلاف، وتسابقوا صراعا من أجل الحصول على (الشنطة) العجيبة كما يقال!!!.

التنمية لا تعني اغتصاب الأرض من ملاكها، ولا ضرب النسيج الاجتماعي في مقتل، واستعراض عضلات القوة (على ماشي ) والدخول في دورة دماء جديدة في اغلب المديريات..!.

قيل ما أجمل أن تشق الطرق المغلقة بينك وبين الآخرين..

وتبني جسور الثقة

وتردم حفر الشك

وتزيل عوائق الكراهية والبغض"!.

التنمية هنا بناء حقيقي للإنسان، تسامح، جمال، إخاء، حب، نبذ الكراهية، تماسك في النسيج الاجتماعي، فتح القلوب قبل فتح المكاتب الموصدة.

وستبقى شبوة في ظلام دامس، طالما عقول حكامها (مظلمة) بسواد الحزبية المقيتة، وأن انكروا وحلفوا واغتسلوا بماء البحر سبع مرات، فلن نصدقهم!!!.