تكثيف العمل الإغاثي.. ضرورات تنقذ اليمن من المستنقع الفظيع

الخميس 26 نوفمبر 2020 00:11:00
 تكثيف العمل الإغاثي.. "ضرورات" تنقذ اليمن من "المستنقع الفظيع"

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن على صعيد واسع، فإنّ منظمات دولية إغاثية تواصل العمل على مد يد العون للسكان الذين حوصروا بين أطنان من المعاناة من جرّاء الحرب الحوثية.

وضمن هذا العمل الإنساني المهم، قدَّمت منظمة الأمم المتحدة للأطفال "يونيسيف" ألفي كرتون من العلاجات التغذوية للسكان بمناطق حيس والخوخة والدريهمي في محافظة الحديدة.

المنظمة الأممية قالت في بيانٍ لها، إنّها تعمل على تكثيف جهودها للوصول إلى كل طفل يعاني من سوء التغذية الحاد بالعلاجات التغذوية الأساسية.

مثل هذه الجهود الإغاثية تحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى آليات مواجهة الأزمة الإنسانية التي نجمت بشكل مباشر عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.

أهمية لعب هذا الدور بل وضرورة تكثيف في المرحلة المقبلة تندرجان من بلوغ الأزمة الإنسانية في اليمن حدًا لا يُطاق، وهو ما توثّقه العديد من التقارير والبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية.

أحدث هذه التحذيرات صدرت عن هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف التابعة للأمم المتحدة، التي قالت إنّ حياة ملايين الأطفال في خطر مع تقدم اليمن ببطء نحو ما يحتمل أن يكون أسوأ مجاعة منذ عقود، وأن الخطر على حياة الأطفال هو أعلى من أي وقت مضى، وأن علامات التحذير كانت واضحة لفترة طويلة جدا.

وأضافت أنّ أكثر من 12 مليون طفل يمنى بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وأن معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال وصلت إلى مستويات قياسية في بعض أجزاء البلاد مسجلة زيادة بنسبة 10% هذا العام فقط، وأن ما يقرب من 325 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في الوقت الذي يواجه أكثر من خمسة ملايين طفل خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد.

وأشارت إلى أنّ الفقر المزمن وعقود من التخلف وأكثر من خمس سنوات من الصراع، قد عرض الأطفال وأسرهم في اليمن لمزيج مميت من العنف والمرض، وأن جائحة كورونا حولت أزمة عميقة إلى كارثة وشيكة، وأن اليمن بلد يعانى من العنف والألم والمعاناة كما أن الاقتصاد في حالة من الفوضى.

ولفتت المسؤولة الأممية إلى أنّ النظام الصحي كان على وشك الانهيار منذ سنوات، حيث تعرض عدد لا يحصى من المدارس والمستشفيات ومحطات المياه وغيرها من البنى التحتية العامة الحيوية للضرر والدمار في القتال، وأن تجاهل القانون الدولي الإنساني في اليمن صارخ بشكل صادم.

هذا التوثيق المرعب للأزمة الإنسانية في اليمن يحتّم ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية من أجل مواجهة أسوأ أزمة إنسانية تعرفها البشرية على مدار سنوات الحرب الحوثية.

تكثيف العمل الإغاثي يتوجّب أن يكون مصحوبًا بالاستفادة من تجارب الماضي، والحديث هنا تحديدًا عن ضرورة اتخاذ ما يلزم من إجراءات تُحيل دون مواصلة المليشيات الحوثية ارتكاب جرائم نهب المساعدات وإتلافها، لا سيّما أنّ هذا الإرهاب الحوثي فاقم بشكل مباشر الأزمة الإنسانية في اليمن.