تنظيم القاعدة يحاول استعادة حضوره بالجنوب لإنقاذ الشرعية

الأحد 29 نوفمبر 2020 21:28:00
تنظيم القاعدة يحاول استعادة حضوره بالجنوب لإنقاذ الشرعية

استطاعت القوات المسلحة الجنوبية أن تقضي على عدد من قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي في الجنوب خلال الأشهر والأسابيع الماضية، ولم تعد تمضى بضعة أيام من دون الحديث عن ضبط عناصر تابعة للتنظيم تحاول التسلل إلى الجنوب أو استهداف قيادات بضربات عسكرية ناجحة يوجهها أبناء الجنوب بدقة للتنظيم الذي يحاول التمدد في الجنوب بأوامر تركية.

أضحى تنظيم القاعدة قابعا تحت هيمنة إيران وتركيا، وكلا البلدين لديهما نفوذ طاغٍ على العديد من القيادات الذين يتلقون التمويلات من عناصر استخبارية تابعة إليهما، ويجري توظيف تنظيم القاعدة في مناطق الصراعات التي من الممكن أن تشهد استعادة التنظيم لقوته الضاربة التي كان عليها قبل بروز تنظيم داعش على الساحة العالمية.

تسعى دول محور الشر لإعادة لملمة شتات التنظيم الإرهابي في اليمن ودفعه لإنقاذ مليشيات الشرعية التي أضحت بلا قوة عسكرية على الأرض بعد أن تحولت قوات الجيش إلى مجرد أشخاص مدنيين استقطبهم تنظيم الإخوان ليتمكن من السيطرة على الجيش، غير أن هؤلاء كانوا سببا في جملة من الهزائم التي منُيت بها الشرعية على مدار العامين الماضيين.

يبدو واضحا أن خطة إعادة تنظيم القاعدة إلى اليمن، بعد أن نجحت النخبة الشبوانية والقوات الجنوبية في القضاء عليها إلى الدرجة التي أضحى فيها التنظيم ليس له وجود على الأرضي، بدأت من اختيار زعيم جديد لتنظيم القاعدة وهو خالد باطرفي، المقرب من مليشيات الإخوان، ويعد اختيار ذلك الشخص ليقوم بمهمة واحدة تتمثل في إحداث مزيد من التقارب بين مليشيات الشرعية وتنظيم القاعدة وتوجيه هذا التقارب لعداء الجنوب.

يذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية تستجدي عناصر تنظيم القاعدة لإنقاذها في الجنوب، ظهر ذلك واضحًا من خلال التعزية التي وجهها مؤخرًا الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي إلى الإرهابي المدعو لؤي الزامكي قائد اللواء الثالث حماية رئاسية في مقتل شقيقه الذي يعد أحد قيادات التنظيم الإرهابي.

كما حاولت مليشيات الشرعية إنقاذ أمير تنظيم القاعدة في أبين الإرهابي الخضر الوليدي أبوسالم القيادي باللواء الثالث حماية رئاسية، والذي لقي حتفه في كمين مساء السبت، بمفرق آل شميل بمديرية لودر.

واستهدف مسلحون مجهولون سيارة الإرهابي الوليدي، شرق الخديرة، ونجحوا في تصفيته، وكشف شهود عيان عن انتشار عناصر مليشيا الشرعية الإخوانية، ترافقهم سيارة إسعاف في موقع الحادث، في محاولة لإسعافه.

كما كشفت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، الصلات الوثيقة بين الإرهابي المطلوب دوليًا المدعو عبدالمجيد الزنداني وزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي المدعو أيمن الظواهري.

ويتوسط الاثنان الصورة التي يرجح أنها تعود إلى فترة ثمانينيات القرن الماضي، وهما يتبادلان الحديث خلال ابتسامات عريضة، وتعكس الصورة الصلات المتجذرة والتاريخية بين حزب الإصلاح الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي، وزعماء تنظيم القاعدة الإرهابي.

وهناك العديد من الأدلة التي فضحت علاقات حزب الإصلاح بتنظيم القاعدة، منها مثلًا ما تلقّته تمركزات تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية الوضيع بمحافظة أبين، من إمدادات عسكرية، ‏من اللواء الثالث حماية رئاسية، بقيادة الإرهابي المدعو لؤي الزامكي الموالي لمليشيا الإخوان الإرهابية.

وكشفت مصادر عن اعتزام الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، ترشيح الإخواني الموالي لتنظيم القاعدة الإرهابي المدعو عادل باحميد الذي سلم ساحل حضرموت إلى عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في العام 2015، على رأس الدبلوماسية اليمنية كوزير للخارجية.