مجزرة الدريهمي.. الأمم المتحدة تستيقظ على جريمة مروعة بالحديدة

الاثنين 30 نوفمبر 2020 23:58:00
مجزرة الدريهمي.. الأمم المتحدة تستيقظ على جريمة مروعة بالحديدة

بعد أن استمر صمت الأمم المتحدة طويلا على جرائم المليشيات الحوثية، استيقظت المنظمة الأممية على آثار جريمة مروعة ارتكبتها المليشيات الحوثية في محافظة الحديدة وراح ضحيتها 14 بريئا في قصف شنته على مديرية الدريهمي، وهو ما جعل المجتمع ينتفض رفضا لتلك الممارسات، لتعود مجددا المطالبات الكلامية بضرورة وقف إطلاق النار.

في خضم التصعيد الحوثي ضد المملكة العربية السعودية لم ينجح المبعوث الأممي في فتح ملف الإعلان المشترك من جديد بعد أن رفضت كل من الشرعية والعناصر المدعومة من إيران الصيغة التي قدمها، ولم يقدم الطرفان تعديلاتهما إلى مارتن غريفيث، وهو ما أفسح المجال أمام المليشيات الحوثية لارتكاب مزيد من الجرائم مستفيدة من الصمت الأممي.

دائما ما تكون الانتقادات الموجهة إلى المليشيات الحوثية بشأن جرائمها في الحديدة موسمية، إذ أن صوت المنظمة الأممية يعلو في حالة إذا كانت هناك مجزرة بشعة ضد الأطفال والأبرياء، أو إذا كان الأمر متعلقا بإحاطات المبعوث الأممي إلى مجلس الأمن، لكنها لا تمارس ضغوطا حقيقية على المليشيات لوقف جرائمها وتظل كمن يمارس دوره بشكل روتيني من دون فاعلية.

يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية تجيد استغلال الصمت الأممي ودائما ما تعمل على تصعيد أعمالها في أوقات لا يكون فيها ضغوطات إقليمية عليها، وبالتالي فإن ذلك ينعكس على أرقام الخروقات اليومية لوقف إطلاق النار والذي يتجاوز في مرات عديدة حاجز الـ 100 اختراق في اليوم الواحد.

واستشهد خمسة أطفال وثلاث سيدات وأصيب ثلاثة أطفال، وثلاث سيدات بجروح في مجزرة للمليشيا المدعومة من إيران في قرية الغزة بالدريهمي، أمس الأحد.

ووصف منسق الشؤون الإنسانية في اليمن بالنيابة، ألطاف موساني، مقتل وإصابة 14 مدنيًا، في قصف لمليشيا الحوثي الإرهابية، على الحديدة، بأنه غير مبرر، مؤكدا أنه عدوان غير مقبولا، قائلا: "الاعتداء مروع وخرق واضح للقانون الإنساني الدولي"، موضحا أن الملايين من المدنيين عانوا لما يقرب من ست سنوات نتيجة لهذا الصراع.

فيما دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، أباهيجيت جوها، إلى ضبط النفس في مدينة الحديدة، عقب التصعيد الأخير في الانتهاكات الخطيرة لوقف إطلاق النار.

وشدد على أنه آن الأوان لوقف إطلاق النار ووقف دوامة التصعيد العسكري، التي ستؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي على الأرض، ولفت إلى أن بعثة الأمم المتحدة تبذل كل الجهود الممكنة لضمان إيجاد بيئة جيدة لإحراز تقدم على الأرض، مناشدًا كافة الأطرف حل النزاعات من خلال الآليات المشتركة المناسبة.

ومن جانبه أدان البرلمان العربي مجزرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وقال مكتب البرلمان العربي، خلال اجتماعه اليوم الاثنين، في بيان إن هذه الجريمة تعد امتدادًا لجرائم واعتداءات إرهابية لمليشيا الحوثي الإرهابية تجاه المدنيين.

وشدد البيان على أن هذه الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وتستوجب محاكمة عاجلة لمرتكبيها، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم الإرهابية الجبانة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ومحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة للهدنة التي فرضها اتفاق ستوكهولم في محافظة الحديدة.