نوفمبر اليوم جانا

في المناسبات الوطنية، وخاصة في ذكرى يوم الجلاء ذكرى إعلان الاستقلال في الـ 30نوفمبر، أعاني أزدحام في مشاعري، مابين الحزن على ضياع الاستقلال، وذكري الاستقلال نفسه، وخاصة عندما اتذكر احتفالاتنا السابقة ايأم الطفولة والمراهقة، بذكرى يوم الاستقلال حينما كنا دولة مستقلة لها وزنها.

حينها كنا نوقد المشاعل فوق الجبال في الارياف ونستمع للاناشيد والاغاني الوطنية، ونكتب فوق جدران بيوت القرية، ونستمع للراديو (إذاعة عدن) كل هذا بحماس كبير وفرحة لا توصف. 

اليوم وانا اتذكر ذلك ينتابني حزن دفين وهموم ثقيلة، وحسرة، وامتعاظ من ماجرى لنا خلال الفترات السابقة منذ إضاعة الحلم الوطن، وقلق كبير مما يجرى من خيانات بعض الجهلة الذين ينقادوا لأعداء الوطن وينفذون سياسته في أحتلال الجنوب، وعودة الغزاة وحسرتي عليهم وانا أشاهدهم يقفوا ضد مصالحهم. 

كل هذه المشاعر، أعتقد انها تصيبنا جميعاً، وبقدر كونها مشاعر سلبية، الا انها مصدر تحفز فينا، قوة الإصرار لإعادة استقلال وطننا، وإعادة العافية الى بلدنا، فمن حق أبناءنا وأحفادنا ان يعيشوا في وطن مستقل متحرر، وطن لكل ابناء الجنوب ينعموا فيه بالأمن والاستقرار، وطن يشعر كل مواطن جنوبي انه بيته وكنانه، ملكيته وهويته وجنسيته ووظيفته وشغله الشاغل، وطن نشعر فيه بإنسانيتنا، وطن يستحق كل هذه التضحيات.

فإما ان يكون هذا الوطن المنشود، وان لا يكون غيره مطلقا، فلا خيار آخر أمامنا الاّ هو وطننا المنشود المستقل الآمن.
وكل عام وأنتم بخير .