تفجيرات مطار عدن.. فتِّش عن ثالوث الشر

الخميس 31 ديسمبر 2020 13:13:00
 تفجيرات مطار عدن.. فتِّش عن "ثالوث الشر"

أحدثت التفجيرات الإرهابية التي هزّت مطار العاصمة عدن، موجة غضب وإدانة على صعيد واسع، بما يفرض تحديات كثيرة على أطر تحقيق الأمن والاستقرار في العاصمة.

صحيحٌ أن الهجوم الإرهابي تقف وراءه المليشيات الحوثية والإخوانية، لكن الأمر لا يجب أن يقتصر على هذا الأمر، فهناك دول تظل راعية لإرهاب هذين الفصيلين، والحديث هنا تحديدًا عن إيران وقطر وتركيا، وهذا المحور الشرير يستخدم الحوثيين والإخوان لصناعة الشر في المنطقة برمتها.

وبات واضحًا أنّ ثالوث الشر الداعم للإرهاب يستخدم هذه المليشيات من أجل زرع العراقيل أمام تحقيق الأمن والاستقرار، ولعل الدليل على ذلك هو أنّ تفجيرات عدن المرعبة تزامنت مع وصول وزراء حكومة المناصفة إلى العاصمة، في رسالة شديدة الوضوح حول نوايا هذا المحور الخبيث.

استنادًا إلى ذلك، فلا يجب الاقتصار في التعامل مع هذا الإرهاب على أنّه "محلي الصنع والتنفيذ"، لكن الأمر عبارة عن إرهاب خارجي تقف وراءه الدول الراعية لإرهاب الإخوان والحوثيين.

ولعل هذا الأمر هو الذي دعا المجلس الانتقالي الجنوبي لأن يطالب بإجراء تحقيق دولي في هذا الهجوم الغادر، وذلك في بيان المجلس الذي أدان بأشد العبارات التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مطار عدن.

الانتقالي دعا كذلك، التحالف العربي إلى مساندته لتثبيت الأمن في العاصمة عدن، عبر تقديم الدعم اللوجستي اللازم، وطالب حكومة المناصفة والأجهزة الأمنية إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم، مطالبا بتحقيق عاجل بمشاركة دولية.

وحمّل المجلس الانتقالي، في بيانه، مليشيا الحوثي الإرهابية والقوى المتضررة من اتفاق الرياض مسؤولية التفجير الإرهابي في مطار عدن.

بيان المجلس الانتقالي يتضمّن وضعًا للنقاط على الحروف فيما يتعلق بأطر مواجهة هذا الإرهاب المسعور، وهو يطالب بتحقيق شامل بمشاركة دولية لكشف ملابسات ما حدث، وليس فقط محاسبة مرتكبي هذا الهجوم بل أيضًا الدول التي ثبت ويثبت تورطها في الوقوف وراء مثل هذه الجرائم.

كما أنّ "الانتقالي" طالب حكومة المناصفة بالاضطلاع بمسؤولياتها، ما يعني إصرارًا على إنجاح مسار اتفاق الرياض، والتصدي لكافة العراقيل التي يتم زرعها أمام هذا المسار، وهذا الأمر لا يقف وراءه الحوثيون والإخوان فقط، لكن بشكل مباشر فإنّ دول قطر وتركيا وإيران تحرك هذين الفصيلين لتحقيق أكبر قدر من المكاسب سواء السياسية والعسكرية من خلال تمدّد أذرعها.

هذه الحقيقة الواضحة يتوجّب الالتفات إليها جيدًا في سبيل مواجهة هذا المشهد المعقد، وذلك لأنّ "ثالوث الشر" زرع العديد من الخلايا الإرهابية في الجنوب من أجل عرقلة أي جهود تبذل نحو تحقيق الاستقرار وضبط بوصلة الحرب التي يخوضها التحالف العربي في مواجهة التمدّد الفارسي في المنطقة.

التعامل مع تفجيرات عدن يتوجب أن يكون على أنّها ذات أبعاد دولية أكثر من كونها محلية، والتصدي للنفوذ القطري والتركي والإيراني المتداخل قد يكون وسيلة ناجعة فيما يتعلق بمواجهة هذا الإرهاب الغاشم وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار.