أبحاث الكود.. نجاحات علمية تتحدى مافيا الفساد

الجمعة 1 يناير 2021 11:39:00
"أبحاث الكود".. نجاحات علمية تتحدى مافيا الفساد

أبين - المشهد العربي:

جهود حثيثة يبذلها القائمون على مركز أبحاث الكود لإعادته إلى الواجهة، باستعادة أراضيه المسلوبة من مافيا الفساد، وتشغيل بعض أقسامه المتوقفة والارتقاء بالزراعة بتقديم أفضل أصناف المزروعات للمزارعين في المنطقة بعد أن تعرض المركز للنهب والتخريب والدمار والاستيلاء على أراضيه من قبل المتعدين وإغفال دوره الريادي مثلما كان في السابق منذ عام 2011.

ودأب القائمون على المركز على الاهتمام الكبير به للارتقاء بالقطاع الزراعي في محافظة أبين من أجل استعادته دوره الريادي.

وأطلق المركز مؤخرًا المزيد من الخدمات الزراعية للمزارعين في دلتا أبين من خلال التجارب الزراعية التي أجريت على العديد من المحاصيل الزراعية بدون تدخل كيماوي من أجل الحصول على أصناف ذات جودة عالية ومساعدة المزارعين في الحصول على شتلات آمنه وخالية من الأمراض وإنعاش القطاع الزراعي ودعم السوق المحلي بالمنتجات الزراعية عالية الجودة.

يقول الدكتور محمد سعيد الخاشعة إن بلادنا عرفت البحث العلمي بمفهومه الحديث مع حرص الاستعمار البريطاني في جنوب البلاد على زراعة محصول القطن في أربعينيات القرن الماضي.

ويضيف أنه جرت بعض التجارب الزراعية الأولية التي تطورت لاحقًا إلى برامج منتظمة انبثق عنها في منتصف الخمسينات تأسيس مركز الكود للبحوث الزراعية، الذي يضم حاليًا سبعة أقسام فنية وعددًا من الأقسام الإدارية والخدماتية، ومزرعتين إحداهما بحثية والأخرى تطبيقية وستة مختبرات فنية للتربة والري والحشرات والأمراض والبساتين والمحاصيل الحقلية.

ويوضح أن نشاط المركز البحثي يشمل التحسين الوراثي للمحاصيل الزراعية، وإدارة عمليات الخدمة للمحاصيل الزراعية، وإدارة الموارد الطبيعية المتجددة والاقتصاد الزراعي.

وينوه بأن البنية التحتية للمركز تعرضت للتدمير والنهب والسلب والعبث بمحتويات المكاتب والمعامل والمختبرات وأسطول السيارات والآليات الزراعية الموجودة في المركز، مشيرًا إلى أن الحكومات السابقة لم تقدم أي شيء للمركز.

ويرى الدكتور الخاشعة أن الأنشطة الزراعية في المركز تخضع لمراقبة مشددة ومكثفة من إدارته، منها زراعة شجرة القطن، والسمسم والباباي والكوسة والبصل ومحاصيل الطماطم والخيار والقمح.

ويؤكد أن هذه المحاصيل تخضع لمراقبة دائمة من مسؤولي المركز، وأن بعضها يوضع في بيوت محمية.

ويشير إلى تطبيق تجارب الأبحاث العلمية على بعض المحاصيل الزراعية، عبر زراعتها في غير موسمها، لمعرفة مدى نجاحها، ومستوى النضوج، بهدف الوصول إلى أفضل النتائج الزراعية.

وينبه إلى حصول المركز على نتائج مبهرة خصوصًا في محصولي الطماطم والخيار، اللذان نما بشكل طبيعي دون تدخل كيميائي بوضعهما في بيوت محمية.

ويلفت الدكتور الخاشعة إلى أن المركز يمكنه عرض المقترحات لزراعة أفضل الأصناف الزراعية في الموسم، وبدون تدخل مواد كيماوية، داعيًا منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إلى دعم المركز.

من جهته، يكشف الخبير الزراعي أحمد صالح الغاز عن استخدام البيوت المحمية، وتمكن مركز أبحاث الكود من زراعة محصول الطماطم (الصنف المتسلق) وحمايته من جميع الآفات من خلال تلك البيوت المحمية.

ويشير الخبير الزراعي إلى تخلص محصول الطماطم من الآفات التي يتعرض لها، كالذبابة البيضاء التي تصيب الأوراق وتهلكها، من خلال البيوت المحمية، ودون إعطاء النبات أي أسمدة صناعية.

ويشدد على تكبد المزارعين خسائر كبيرة عند زراعة محصول الطماطم في الأجواء المفتوحة، لاضطراره إلى شراء الأسمدة المناسبة، مؤكدًا أنه في النهاية يعاني من ضعف الإنتاج.

ويوضح أن صنف طماطم في البيوت المحمية، يختلف عن الصنف المتاح عند المزارعين، مضيفًا أنه صنف واعد وذو إنتاجية عالية.

ويلفت الخبير الزراعي إلى أن هذه الآلية هدفها إنتاج شتلات زراعية سليمة خالية من الآفات التي تصيب محصول الطماطم، قائلًا إنه يمكن للمزارع الاستفادة منها دون خسائر مادية.

ويطالب بإنشاء معامل صغيرة للمزارعين لصناعة معجون الطماطم للاستهلاك المحلي.

من جانبه، يقول رئيس المفوضية الجنوبية لمكافحة الفساد، أبوبكر العويني إن مدير مركز أبحاث الكود الدكتور محمد سالم الخاشعة، كشف بالوثائق والمستندات عن تعرض المركز للاستيلاء على مساحة كبيرة من أراضيه.

ويضيف أن النزاع القضائي تعطل في محكمة الاستئناف بعد حصول المركز على حكم قضائي ابتدائي.

ويوضح أن المفوضية تعتزم طرح الملفات على رئيس محكمة الاستئناف، لمحاربة الفساد بمحافظة أبين، واستعادة جميع الحقوق المهدرة، عبر ملاحقة الفاسدين بالقانون والقضاء، وكشف المتسترين على جرائم الفساد في المحافظة، لافتا إلى تكليف رئيس القطاع القانوني للهيئة الاستشارية للمفوضية الجنوبية لمكافحة الفساد بمتابعة القضية في المحاكم.