الانتقالي يعزز قدراته لاستعادة دولة الجنوب

الجمعة 8 يناير 2021 18:03:00
الانتقالي يعزز قدراته لاستعادة دولة الجنوب

رأي المشهد العربي

عبَّرت التصريحات المهمة التي أدلى بها الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عن أن خطط استعادة دولة الجنوب تمضي على قدم وساق، وأنه لا تراجع عن إقامة الدولة، بحدود العام 1990، وأن الانتقالي لديه من الأدوات على الأرض ما تُمكنه من بناء دولة مدنية حديثة تتعايش بسلام إلى جانب جاره اليمن الشمالي.

أكد الزُبيدي على أن "جميع الجبهات الجنوبية مع مليشيا الحوثي الإرهابية، متماسكة، من باب المندب إلى محافظة الضالع ولحج"، وهو ما يعني أن القوات المسلحة الجنوبية حاضرة بقوة على الأرض ولديها من الإمكانيات اللوجستية والعسكرية ما يجعلها قادرة على تأمين حدود الدولة، وأن الانتقالي تمكن من تعزيز إمكانياته وقدراته حتى يكون مهيئًا لإقامة دولته.

رئيس المجلس الانتقالي أشار أيضًا إلى بُعد آخر مهم يدعم استعادة الدولة ويرتبط بأن المجلس يشمل "مكونات الجنوب كافة"، ما يعني أنه لا إقصاء لأحد في دولة الجنوب الحديثة ارتكانًا على تاريخها العريق في مجالات الحريات العامة والثقافة والتقدم الذي يُعد سمة مميزة لها قبل الاحتلال اليمني الذي سعى إلى إضفاء صبغة رجعية متخلفة على محافظات الجنوب.

تعزيز قدرات المجلس الانتقالي يرتبط في مشاركة الانتقالي في حكومة المناصفة بموجب اتفاق الرياض، والتي تحدث الزُبيدي عنها باعتبارها "تحقق توازنا مطلوبا"، ما يؤكد على أن المجلس أضحى لديه حضور تنفيذي على مستوى إدارات الجنوب والتي كانت بحوزة الاحتلال اليمني طيلة السنوات الماضية، وأن تطهير تلك المؤسسات يدعم إقامة دولة الجنوب في المستقبل القريب.

تأكيدات الزُبيدي على أن "فكرة اليمن الاتحادي انتهت نهائيًّا، وأن الحل الأمثل يعتمد على دولتين متجاورتين"، تبرهن على أن الانتقالي لا يعرف المراوغات أو الكلام المعسول وأن أهدافه واضحة لا يمكن تأويلها بأي شكل من الأشكال، وهي أنه سيذهب إلى أبعد مدى من أجل تحقيق هدفه وأن مشاركته في حكومة المناصفة لن تكون على حساب القضية الجنوبية، وأن مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية في الشمال إلى جانب الصراع مع تنظيم الإخوان وتنظيمي القاعدة وداعش لن تعيق خروج الدولة إلى النور.

تعد المواقف الدبلوماسية أحد أبرز الأدوات التي سعى الانتقالي إلى تنميتها منذ تأسيسه في العام 2017، وكانت نتيجة ذلك قدرته على التعامل مع مراوغات الشرعية الإخوانية على مدار أكثر من عام واجه فيها البذاءات والخيانات التي أقدمت عليها، بثبات من دون أن يفقد عقله أو ينجرف إلى الحل العسكري مثلما أرادت وهو ما يجعله مؤهلًا لخوض معارك دبلوماسية طويلة المدى لحين استعادة الدولة.