الحوثي منظمة إرهابية.. الدور على الإخوان

الاثنين 11 يناير 2021 18:02:00
الحوثي منظمة إرهابية.. الدور على الإخوان

رأي المشهد العربي

أثلج قرار الخارجية الأمريكية بتصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًا صدور الكثير من الأبرياء ممن تجرعوا ويلات الحرب طيلة الست سنوات الماضية، وبالرغم من أن القرار جاء متأخرًا، وقبل أيام من رحيل الإدارة الأمريكية الحالية، إلا أنه يفتح الباب أمام تسليط الضوء على الجرائم التي ترتكبها مليشيات إرهابية أخرى في اليمن على رأسها عناصر تنظيم الإصلاح.

بحسب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فإن الهدف من تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية يكمن في ردع نشاطها الإرهابي، وعرقلة أي نشاط خبيث آخر من النظام الإيراني في المنطقة، لكن التعامل مع النظام الإيراني وأذرعه في المنطقة لا ينبغي أن يكون بمعزل عن القوى التي تتحالف في شن العمليات الإرهابية، وفي القلب منها قطر وتركيا.

على مر السنوات انخرطت إيران وذراعها الإرهابية في اليمن - ممثلًا في المليشيات الحوثية- في تحالفات علنية وسرية مع قطر وتركيا وأذرعهما في اليمن أيضًا - ممثلين في مليشيات الإخوان وعناصر تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين-، ولعبت تلك الأطراف أدوارًا تسهيلية عديدة لتشجيع المليشيات الحوثية على القيام بجرائمها في مناطق مختلفة وشكلت تهديدًا على الأمن القومي العربي.

كان من الصعب على المليشيات الحوثية استهداف المملكة السعودية بالصواريخ الباليستية أو حتى تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر دون أن تجد من يُسَهل عليها مهمتها، ما نتج عنه تسليم جبهات الشمال القريبة من حدود المملكة إلى العناصر المدعومة من إيران بما يجعلها أكثر راحة وقدرة على إطلاق الصواريخ.

كذلك الأمر بالنسبة لما يجري في الحديدة، لأن غياب الشرعية الإخوانية عن جبهات الساحل الغربي وعدم دفعها دبلوماسيًا باتجاه تنفيذ اتفاق ستوكهولم سمح للمليشيات الحوثية بارتكاب مزيد من العمليات الإرهابية وإقدامها على استهداف المدنيين بشكل يومي.

وأخذت مليشيات الإخوان المهيمنة على الشرعية طيلة السنوات الماضية على عاتقها مهمة استهداف الجنوب وترك الساحة للمليشيات الحوثية من أجل تنفيذ عملياتها في الحديدة والتي وصلت مؤخرًا إلى حد وضع المفخخات البحرية على ساحل البحر الأحمر.

بالطبع من المتوقع أن يحد قرار تصنيف المليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية من التنسيق المشترك بين عملاء إيران من جانب وعملاء قطر وتركيا من جانب آخر، بل إن التنسيق الذي كان يجري في الخفاء خلال السنوات الماضية قد يظهر إلى العلن إذا ما استمر التحالف بين الدول الثلاثة ولم تلتزم قطر بالمصالحة الخليجية التي استهدفت تحييد أدوارها الإرهابية في المنطقة.

لكن الأمر سيكون أيضًا بحاجة لحملات دبلوماسية خارجية لكشف أدوار تنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن والجنوب، بما لا يؤدي لمرور كل هذه الجرائم التي أزهقت أرواح مئات بل آلاف الشهداء من دون حساب أو عقاب.