المنظمات الدولية وأخطار محدقة بالأمن القومي

المنظمات الدولية استغلت غياب أجهزة الدولة المعنية بمعلومات الاحتياجات الإنسانية والصحية وباتت تنفذ مسوحات خاصة بها في أغلب الأحيان مسوحات غير مهنية وغير قانونية..

وعبر هذه المسوحات أصبحت البلاد سوقاً مفتوحة للمتاجرة في الخارج علاوة على مخاطر وطنية تتعلق بالأمن القومي للبلاد..

في عهد الربيع جرى تدمير الجهاز المركزي للإحصاء ونهب محتويات المركز وأغلب الفروع وتعطل عمل هذا الجهاز الهام.

وهو الجهاز المعني بالمعلومات الإحصائية والمسوحات والتي على ضوئها تطلب الحكومة التدخلات في المجالات التي تحددها هي..

الجهاز المركزي للإحصاء هو عقل الدولة المحمي بقانون الجهاز المركزي للإحصاء، وهو الجهة الوحيدة التي يجب على كل المنظمات والجهات الدولية الخارجية الحصول عبرها فقط على المعلومات والبيانات..

المعلومات الوطنية بند سيادي لكل الدول والحارس الأمين عليها في كل الأوطان هو الأجهزة المركزية للإحصاء والمعلومات.

ما لم يعد الجهاز المركزي للإحصاء للعمل ويتم تحديثه ورفده بالتجهيزات الإلكترونية الحديثة وتفعيل قانون الإحصاء، ومنع أي وصول للمعلومات الوطنية وإجراء المسوحات الإحصائية إلا عبر الجهاز المركزي للإحصاء فستظل البلاد فريسة لعبث المنظمات ومتاجرتها وخطر فوضى المسوحات الإحصائية لجهات أكثرها مجهول وتنفذها بشكل تجاري وغير مهني منضبط مخالف للقانون..

تم إهمال الجهاز المركزي للإحصاء طيلة العشر السنوات الماضية بعد تدميره وتعطيله وما زال الإهمال قائماً وترك الساحة لكل من يريد أن يحصل على البيانات ينفذ هو المسوحات بعيدا عن الآلية التي فرضها قانون الإحصاء الوطني..

اليوم يتعين على وزارة التخطيط وقبلها رئاسة مجلس الوزراء العمل بشكل عاجل وجاد لإعادة بناء الجهاز المركزي للإحصاء في عدن وتفعيل فروعه إن كنا نريد وقف توحش المنظمات وتبنيها نقل الصورة التي تروق لها وتوفر لها الأموال على حساب البلاد وأمنها والحرب التي تخوضها.