ملامح حرب إخوانية جديدة ضد الجنوب

الجمعة 22 يناير 2021 17:59:00
ملامح حرب إخوانية جديدة ضد الجنوب

رأي المشهد العربي

تلوح في الأفق ملامح حرب إخوانية شمالية جديدة ضد الجنوب، في ظل وجود جملة من المتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية على الأرض تبرهن على أن هناك رغبة حثيثة في استهداف الجنوب مجددًا، ومحو أي آثار إيجابية من الممكن أن يترتب عليها تشكيل حكومة المناصفة، بما يؤدي إلى نسف اتفاق الرياض ومخرجاته مجددًا.

أولى ملامح الحرب تتمثل في التحركات العسكرية الكثيفة للإخوان في شبوة وتعز، إذ أن الأولى شهدت خلال الأسبوع الماضي تصعيدًا ضد قوات النخبة الشبوانية لمحاولة استفزازها بحثًا عن معارك عسكرية موسعة تُجهض محاولات التحالف العربي لتثبيت التهدئة منذ تنفيذ جزء من الشق العسكري لاتفاق الرياض والذي تمثل في انسحاب العناصر الإرهابية من محافظة أبين، وذلك تزامنًا مع استمرار نزوح العناصر الإرهابية من مأرب إلى المحافظة.

وفي محافظة تعز فإن معسكرات تدريب الإرهابيين تعمل بكل طاقتها على تفريخ عناصر إرهابية يتم الزج بها إلى المحافظات الجنوبية من أجل تهيئة البيئة المناسبة التي تساعد حزب الإصلاح على تنفيذ مخططه الإجرامي، ويبدو من الواضح أن المليشيات الإخوانية استغلت حالة الهدوء التي فرضها تشكيل حكومة المناصفة من أجل الاستمرار في تدريب أكبر عدد من الإرهابيين في تلك المعسكرات.

هناك ملمح آخر يتمثل في سعي مليشيات الإخوان لإنشاء بنيتهم الاقتصادية الخاصة بهم من خلال تدشين ميناء "قنا" المطل على محافظة شبوة، ما يجعل المليشيات قادرة على التواصل مباشرة مع قوى إقليمية معادية تدعم نفوذها مستقبلًا في الجنوب، وتلك البنية الاقتصادية من المتوقع أن يكون لها دور محوري في تقديم الدعم للمليشيات الإرهابية التي يجري تجهيزها لشن حرب جديدة ضد الجنوب.

إلى جانب ملمح آخر سياسي يتمثل في الذهاب باتجاه السيطرة على مؤسسات الشرعية وتعويض خسارة مليشيات الإخوان التي فقدت سيطرتها على الحكومة، من خلال دفع الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي إلى إصدار جملة من القرارات المشبوهة التي تستهدف استمرار تمكين مليشيات الإخوان من مفاصل السلطة وبالتالي محاولة الذهاب باتجاه شن حرب على الجنوب تحظى بدعم أطراف موجودة على رأس السلطة.

لا يمكن النظر لكل هذه التطورات من دون ربطها بسعي مليشيات الإخوان لإشعال الأوضاع في الجنوب مجددًا وقد تحمل الأيام المقبلة وقائع جديدة تكشف ملامح أكبر لهذه المؤامرة، قد يأتي على رأسها تورط المليشيات إلى جانب العناصر المدعومة من إيران في حادث تفجير مطار عدن تزامنًا مع وصول حكومة المناصفة، الأمر الذي يتطلب تحركات عاجلة من التحالف العربي للتعامل مبكرًا مع هذه التهديدات.

المجلس الانتقالي الجنوبي من ناحية لديه إدراك بكل هذه المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب ويأخذ احتياطاته واستعداداته العسكرية والأمنية والسياسية للتعامل معها، وهو ما جرى ترجمته عبر قرارات تأمين العاصمة عدن إلى جانب مواجهة قرارات الرئيس هادي المشبوهة على مستويات مختلفة، ونهاية بتنسيقه المستمر مع التحالف العربي لصد أي عدوان محتمل.