القمندان لم يكن صنعاني ولا أصفهاني

لسنا في حاجة لنتعمق في الاحداث التاريخية، التي دونتها عشرات الكتب والتي تحمل كل الدلائل بإن سلاطين لحج "العبادل" يحملون هويتهم وتراثهم الخاص، علاوة على هويتهم الجيوسياسية التي ليس لها علاقة تذكر بصنعاء وحكامها وهويتها وهواها وتراها، لا من قريب ولا من بعيد، مثلهم كمثل كل مشيخات وسلطنات، ومناطق قبائل الجنوب التي تحمل هوياتها العربية النقية، والتي لم تخضع ذات يوماً لصنعاء ولا لاحتلالها الحبشي، ولا للاستيطان الفارسي الإيراني، ولا للاستيطان التركي، برغم إحتلالهم واستيطانهم لصنعاء ومناطق اليمن (شمال) لمئات السنين، وظلت هذه السلطنة اللحجية، وكل سلطنات الجنوب العربي بما فيها حضرموت والمهرة، تحتفظ بهوياتها وعلاقتها، وتراقها الخاص، حتى توحدت في كيان جيوسياسي مع بعضها في اتحاد الجنوب العربي في منتصف الخمسينات ومن ثم مع جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعد استقلال الجنوب في 67م.

ويكفي فقط ان نذكر حذاقلة قناة "شباب الإخوان" الإخونجية، التي تلمح ان أمراء لحج "العبادل" جاؤوا او لهم علاقة بصنعاء، نعم. يكفي ان نذكرهم ما قاله الأمير الشاعر أحمد فضل العبدلي(القمندان) في رائعته" صادت عيون المها " معبراً، بل ومؤكدا هويته وجذورها، فعودوا اليها كي تستوعبوا بوضوح ما قاله" القمندان" شعراً (،.. فليس انا قط صنعاني ولا أصفهاني).

وما تفوه به، وقصده مذيع قناة "يمن شباب" الإخونجية يقع ضمن الثقافة التي جبلوا على تعميمها، (ثقافة الأصل والفرع) والتي تجاهر بها قياداتهم الإخونجية دون حياء منذ نكبة عام 90م، وما تلاها من حرب أحتلال الجنوب في صيف 1994م، والتي على أساسها يشرعنوا بطشهم وأحتلالهم للجنوب بكل بجاحة.

فرحمة الله على روح (القمندان) الطاهرة، الذي تحدث نغماً حينها، وكأنه اليوم بيننا وينفي انتمائه الى أي كيان آخر، ليس له صلة فيه ولا قرابة، منتشيا وسعيداً بهويته اللحجية التي ظلت جزء لا يتجزاء من الجغرافيا الاجتماعية للجنوب العربي - ان صح التعبير.