جناية نفسية وتربوية وأخلاقية على البراءة

كأن لم يكف حكومات الفساد والإفساد والاستبداد ما جنته في ما مضى على أجيال متعاقبة حتى أوصلت المسار إلى أفق مسدود بالحرب والكراهية والانتهازية وأخواتها.
كأن لم يكفها ذلك كله، فهي تعبث استباقياً بالأجيال اللاحقة، بابتداعها ما تسمى بحكومة الأطفال والشباب، كأنها تريد بذلك إنتاج ظل باهت لظلها الأعوج، لتفرخ أطفالاً وشباناً ترضعهم حليب الانتهازيات منذ الصغر ، لينشؤوا وذواتهم مشبعة بهوس السلطة و حمّى الوصول إلى الكرسي وامتيازاته، بدلاً من يتنافس الأطفال والشبان في تطوير ذواتهم علمياً، وعندما ينمازون بالكفاية والخبرة والنزاهة سيكونون ممن ينهضون بتنمية الوطن وتطويره.
إن جنايات حكومات الفساد والإفساد والاستبداد والسقوط على الأطفال والشبان بتعيينات كهذه، لهي خطيرة تربوياً وأخلاقياً، وينبغي ألا ينظر إليها باستخفاف أو تندر أو زجر لهؤلاء الأطفال والشبان المجني على براءتهم الإنسانية والنفسية قبل أي شيء.

*مع كل المحبة لابن المحتمية الشاب البراء سالم الذي سيغدو ذات يوم محافظاً لحضرموت أو رئيساً إن أراد، ولكن عندما يكون أهلاً لذلك، وينتخبه الشعب، فالتعيينات وآلياتها فاسدة بالضرورة مفسدة، وبخاصة لمثل هذه الفلذات التي تتشكل.