باجدار تطفو على الصرف الصحي

الجمعة 5 فبراير 2021 13:28:00
"باجدار" تطفو على الصرف الصحي

أبين – المشهد العربي:

أصبح طفح مياه مجاري الصرف الصحي، كابوسًا يؤرق حياة المواطنين في محافظة أبين، ومعضلة لم تنتهِ، ولم تشهد حلولًا جذرية لمعالجتها، عدا أعمال ترقيعية استهلاكية من خلال عملية الشفط، وسرعان ما تعود المجاري للطفح مرة أخرى.

وتتفاقم الأزمة على الرغم من مناشدات المواطنين للجهات المسؤولة بإصلاح شبكة الصرف الصحي لاسيما في مديريتي خنفر وزنجبار.

وتحاصر مياه الصرف الصحي سكان المساكن الشعبية، في منطقة باجدار بمديرية زنجبار، ومع مرور الزمن تحولت تلك المياه إلى مستنقعات وبرك، تتجمع فيها الحشرات الضارة، الناقلة للأمراض.

وفي المقابل، يلاحظ غياب تام لدور الجهات المعنية في المحافظة، وعجزها عن إيجاد حلول جذرية للمشكلة، ما جعل تلك المستنقعات، تتحول إلى بؤر وبائية تنذر بكارثة بيئية.

ويقول المواطن محمد أحمد حيدرة أحد ساكني منطقة باجدار إننا نعاني منذ سنوات طويلة، من طفح مياه الصرف الصحي، في حي المساكن الشعبية، مؤكدًا أنه لم تقدم أي حلول لتلك المشكلة.

ويشير إلى أن هناك حالة تخاذل كبيرة من قبل الجهات المسؤولة التي تتقاعس عن واجبها، رغم نداءات الأهالي.

ويضيف إنه في السابق كان هناك مجمعًا لتصريف مياه الصرف الصحي، كمصرف مؤقت للمياه، حيث كان عدد المنازل الشعبية قليل، موضحًا أنه مع التوسع العمران للحي، زاد عدد السكان ولم يتحمل المجمع الصحي كمية تصريف المياه القادمة إليه، ما جعله يطفح، ويصل طفحه إلى مقابر الموتى.

ويلفت إلى وصول الروائح الكريهة إلى باحة المسجد؛ في موقف يؤذي المصلين ويهدد حياة السكان وأطفالهم.

ويتابع الحديث قائلًا: سعينا الى الجهات المعنية، في المديرية؛ لتخليصنا من المستنقعات، واكتفوا بتقديم صهريج؛ لشفط للمياه من الحي، الا ان العملية لم تستمر، بل كانت متقطعة وتوقفت، وسرعان ما عادت للطفح مجددًا؛ بسبب امتلاء المجمع بالمياه.

ويضيف أن المارة في الحي يرون هول الكارثة، وانتشار برك المياه الآسنة، مناشدًا الجهات المعينة بأداء واجبها تجاه الحي، والتدخل العاجل لمعالجة المشكلة، التي سببت حوادث كثيرة، بسقوط عدد من الأطفال فيها.

ويتفق معه المواطن عبدالله سعيد نصيب، مشددًا على أن المجاري أصبحت الكابوس اليومي لسكان المنطقة.

ويؤكد أن منطقة باجدار تعاني منذ سنوات طويلة طفح مياه الصرف الصحي بدون حلول واقعية، منوهًا إلى اعتماد الأهالي على جهود ذاتية للتخفيف من الكارثة، لكن سرعان ما يعود الطفح.

ويطالب الجهات المعنية بالالتفات إلى معاناة المساكن الشعبية؛ بإنشاء مشروع صرف صحي يستوعب التوسع العمراني للحي.

ويرى أن انتشار البعوض الناقل للأوبئة أحد المخاطر التي تهدد أطفال الحي السكني، نتيجة المستنقعات المنتشرة.

ويحذر المواطن محمد عبدالله تريهان من تفشي العدوى وأمراض الحمَّيات كحمى الضنك، والملاريا، والأمراض الجلدية بسبب الصرف الصحي، معربًا عن أسفه لعدم حرص المسؤولين على سلامة سكان المساكن الشعبية، في منطقة باجدار، رغم خطورة الوضع البيئي.