فشل تبادل الأسرى.. تصعيد حوثي جديد في مواجهة التراخي الأميركي

الاثنين 22 فبراير 2021 00:03:00
فشل تبادل الأسرى.. تصعيد حوثي جديد في مواجهة التراخي الأميركي

في حين أقدمت المليشيات الحوثية على تمرير أكبر صفقة لتبادل الأسرى بينها وبين الشرعية قبل أشهر قليلة في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تمارس فيه ضغوطا حثيثة على إيران لم ينجح غريفيث في تمرير صفقة أخرى تماشيا مع حالة التراخي الأميركية مع طهران وأذرعها في المنطقة ما يبرهن على أن الفشل الحالي ما هو إلا تصعيد حوثي جديد استغلالا للأوضاع الإقليمية الجديدة.

تسعى المليشيات الحوثية ومن خلفها إيران لممارسة أقصى درجات التصعيد انتظارا لردة الفعل الأميركية، وطالما أن إدارة بايدن اختارت طريق المهادنة في التعامل مع الإرهاب الإيراني فإنه من المتوقع أن يستمر التصعيد سواء على مستوى زيادة وتيرة الانتهاكات في الحديدة ومأرب إلى جانب توالي إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية ونهاية بإفشال أي جهود من شأنها الوصول إلى حل سياسي.

ليس من المتوقع أن يكون هناك حل سياسي للأزمة اليمنية طالما أن هناك حالة من التراخي تطغى على المجتمع الدولي في تعامله مع إيران ومليشياتها الإرهابية في المنطقة، إذ أن هذا التراخي يعد صيغة مناسبة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين ويدعم إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة ويعيد الحياة مرة أخرى لمليشيات إيران في المنطقة وليس فقط في اليمن وهو ما كان له انعكاساته السلبية على الأوضاع في سوريا والعراق أيضا.

لا يوجد ما يدفع المليشيات الحوثية لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات لإدراكها بأنها ستكون في مأمن عن العقوبات الدولية وكذلك الحال بالنسبة لإيران التي تخلصت كثيرا من ضغوطات إدارة ترامب عليها، وبالتالي فإنها لا تتردد في الإيعاز لمليشياتها الإرهابية نحو التصعيد على جبهات عديدة وعبر طرق مختلفة.

أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم الأحد، فشل محادثات تبادل الأسرى التي جرت بين الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة الأردنية عمان، وشدد غريفيث، على أن انتهاء تلك الجولة من المحادثات دون الوصول لنتائج كان مخيبًا للآمال.

وحث الطرفين على الاستمرار في نقاشاتهما ومشاوراتهما، وتنفيذ ما اتفقا عليه، وتوسيع نطاق الترتيبات لإطلاق سراح مزيد من المحتجزين في القريب العاجل، مجددا دعوته بضرورة إطلاق سراح جميع المُحتجزين من المرضى والجرحى وكبار السن والأطفال، والمحتجزين المدنيين.

وفي دلالة أخرى على تصعيد المليشيات، انتشرت اليوم الأحد، 13 طائرة مُسيرة تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، في مناطق عدة جنوبي محافظة الحديدة، ورصدت القوات المشتركة، تحليق 6 طائرات حوثية في سماء مديرية حيس، و7 طائرات مماثلة في سماء مديرية التحيتا.

وتزامن انتشار الطائرات المُسيرة لمليشيا الحوثي، مع عمليات قصف واستهداف واسعة شنتها بقايا جيوب المليشيات الإرهابية على الأعيان المدنية المكتظة بالسكان جنوب الحديدة.

اعتدت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، اليوم الأحد، على الأهالي في منطقتي الجبلية والفازة بمديرية التحيتا، استمرارًا لتنكيلها بالمدنيين، وفتحت عناصر المليشيا الإرهابية نيران أسلحتها الثقيلة وقذائف الهاون في استهداف مكثف للسكان.

وتحدّثت صحيفة "البيان" الإماراتية عن تطورات ملف صيانة خزان صافر، وقالت إن الاشتراطات التي وضعتها مليشيا الحوثي تعيق أي تحركات أممية في هذا الملف.

ومؤخرًا، اعترفت الأمم المتحدة بعدم إمكانية تحديد موعد لبدء عملية الصيانة وتقييم وضع الخزان، في ظل الاشتراطات الحوثية الحالية، لكنّ صحيفة البيان أوضحت أن التوقعات الحالية تشير لإلغاء الموعد المحدد سابقًا ببدء عمليات الصيانة مطلع الشهر القادم.

وتراجعت المليشيات الحوثية عن الاتفاق الذي أبرمته مع الأمم المتحدة، بعدما استكملت المنظمة الدولية التجهيزات الخاصة بفريق الصيانة، وطلب قطع الغيار التي اشترطت مليشيا الحوثي إحضارها مع الفريق الفني.