جعارُ تئن تحت أكوام القمامة

الجمعة 26 فبراير 2021 20:35:00
جعارُ تئن تحت أكوام القمامة

أبين – المشهد العربي:

دفعَ الإهمالُ مدينة جعار، إلى التراجع من بين قائمة أنظف 20 مدينة عربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إلى التخلي عن إرثها.

وتكدست المدينة العريقة، تحت وطأة التجاهل والفساد، بأكوام القمامة، وسط اتهامات من المواطنين للمسؤولين في مديرية خنفر بإهمال أرث المدينة.

واستنكروا عدم تخصيص أي موارد للحفاظ على معدلات النظافة في المدينة، داعين الجهات المعنية في المديرية إلى الاهتمام بالمدينة واستعادة تاريخها، كواحدة من أفضل المدن العربية على مستوى النظافة.

ويقولُ المواطنُ حسين اليزيدي، منْ سكان مدينة جعار، إنه على رغم الإيرادات الضخمة التي تحصل عليها السلطة المحلية في مديرية خنفر، من ضرائب مصنع الإسمنت إلى جانب ما تحصل عليه من دعم دولي، من قبل المنظمات الإنسانية، إلا أن مدينة جعار تكاد تغرق في القمامة ومياه الصرف الصحي.

واستهجن تدهور الأوضاع في المدينة إلى حد تحولها إلى بيئة خصبة لتفشي الأوبئة المختلفة، مشيرًا إلى عددٍ من الشوارع والحارات بمدينة جعار، تشهدُ تكدسًا للقمامة.

وأكد أن شوارع المدينة تحاصرها جبال النفايات، التي احتلت مداخل المدينة، وأرصفة الشوارع، معتبرا أنها كارثة بيئية تتربص بسكان مدينة جعار.

ويتفق معه سالم صالح المخيري، مؤكدا أن المدينة العريقة أصبحت مكبًا للقمامة، في غياب وسيلة الضغط على الجهات المسؤولة، للتحرك في مواجهة ظاهرة تكدس المخلفات التي تهدد الجميع.

وأضاف إن مدينة جعار، عانت من تكدس القمامة، لتدخل في دائرة الخطر بين انتشار القمامة والحميات الفيروسية والصرف الصحي.

وأوضح أن مدينة جعار، تملك إرثا حضاريًا وثقافيًا وتاريخيًا، معتبرا أن تخليص جعار من أزمة المخلفات والقمامة مطلب شعبي وقضية رأي عام.

ويشدد مازن الجلادي، على انتشار القمامة، وطفح الصرف الصحي، في شوارع المدينة، مستنكرا أن تؤول الأوضاع في مدينة جعار التي تعد المركز الاقتصادي لمحافظة أبين إلى حصارها بأسوار من القمامة شرقًا وغربًا، ويهدد سكانها أمراض الكوليرا والملاريا والحميات.

وأشار إلى أن المجتمع يتحمل جانبا من المسؤولية، نتيجة انعدام الوعي البيئي بين المواطنين وسبل التخلص من القمامة بمواقعها الصحيحة، مشيرا إلى أنه في ظل دولة الجنوب كان الجميع يحترمون الأنظمة والقوانين التي تنص على تجريم إلقاء القمامة في الأماكن غير المخصصة لها.

من جهته، حذر المواطن محسن محمد محسن السعدي من تداعيات انتشار القمامة وطفح مياه الصرف الصحي، موضحا أنه تعد البيئة الحاضنة للأمراض الوبائية.

ودعا الجهات المعنية إلى تفعيل دور مكتب الإصحاح البيئي، لتنظيم حملات رش متواصلة في شوارع المدينة ونقل القمامة وإبعاد المكبات إلى خارج جعار.

وطالب ناصر المرخي، بالتعاقد مع شركات متخصصة في جمع القمامة لتتولى مهام النظافة في المدينة، وتغطية نفقاتها من موارد المديرية، وموارد الأسواق.

وأوضح أن المنظمات العاملة في المدينة تتبنى حملات لنظافة شوارع المدينة إلا أنها تقتصر على المناطق الداخلية، بعيدا عن جبال القمامة المحيطة بالمدينة.