الاستفتاء الأممي.. استراتيجية الانتقالي التي قد تعيد الجنوب إلى شعبه

الثلاثاء 2 مارس 2021 19:24:00
الاستفتاء الأممي.. استراتيجية "الانتقالي" التي قد تعيد الجنوب إلى شعبه

"فليقول الجنوبيون كلمتهم".. شعارٌ شديد الوضوح يرسم الاستراتيجية التي يدفع المجلس الانتقالي الجنوبي نحوها، ضمن جهوده الدؤوبة الرامية إلى تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

الحديث عن توجه طرحه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يقوم على إجراء استفتاء حول استعادة دولة الجنوب، ليُمنَح الجنوبيون اختيار كلمتهم والإدلاء بالقول الفصل في قضيتهم العادلة.

ففي حوارٍ مع صحفية "الجارديان" البريطانية، أكّد الرئيس الزُبيدي أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن يمكنه المساعدة في إنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات، بدعم استفتاء ترعاه الأمم المتحدة حول استقلال الجنوب.

وقال الزبيدي إنّ 90٪ من المواطنين سيؤيدون استعادة دولة الجنوب، مشيرا إلى ضرورة إجرائه حصريًا داخل الجنوب، مشيرًا إلى أنّ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم يمنح بقية دول الاتحاد الأوروبي حق التصويت.

وطالب الرئيس الزُبيدي، المبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينج بإطلاق محادثات مع المجلس الانتقالي الجنوبي، مشددا على أن القضايا الراهنة لن تحل في حالة تجاهل صوت شعب الجنوب.

طرح الرئيس الزُبيدي لخيار الاستفتاء الشعبي قد يكون باكورة تحركات يجريها المجلس الانتقالي تدفع نحو إتباع هذه الآلية المتعارف عليها دستوريًّا وقانونيًّا وسياسيًّا، باعتبارها تقوم على إتاحة الفرصة للمواطنين لتحديد مصيرهم بشكل كامل.

وإذا ما فُعِّل خيار الاستفتاء وتم إجراؤه بنزاهة شاملة عبر عملية سياسية تُشرف عليها الأمم المتحدة بشكل مباشر ودون تدخل من قِبل أي أطراف لا سيّما الفصائل التي تحمل أجندة معادية للجنوب، فإنّ كلمة الشعب ستكون حتمًا استعادة الدولة.

الثقة الكاملة بخيار الجنوبيين في هذا الصدد، والتي عبّر عنها الرئيس الزُبيدي بأنّ نسبتها ستكون 90%، هي ثقة ليست من فراغ، لكنّ الأمر راجع إلى عديد الفعاليات الشعبية التي تعالت فيها أصوات الجنوبيين نداءً نحو استعادة دولتهم.

كما أنّ الشعب الجنوبي يمارس حالة تكاتف فريدة من نوعها إلى جانب قيادته السياسية، بما شكّل حائط صد منيعًا ضد المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب وقضيته العادلة الرامية في نهاية المطاف إلى استعادة الدولة.

وفيما تتجدّد آمال الجنوبيين تحت قيادة المجلس الانتقالي دفعًا نحو استعادة الدولة، فإنّ المرحلة المقبلة تحتاج عملًا دبلوماسيًّا وسياسيًّا مهمًا في سبيل الدفع نحو إجراء استفتاء سيقول فيه الجنوبيون حتمًا "هنيئًا بعودتك يا وطن".