تحقيق معاشيق.. تشويش على انتفاضة الشعب
تثير دعوات رموز الشرعية الإخوانية للتحقيق في أحداث معاشيق، الضوء على انصراف الحكومة عن دورها الحقيقي الذي يفترض أنها استقرت في العاصمة عدن من أجله، ودفع أهل المدينة من دمائهم خلال استقبالها أملًا فيه.
وكما يقال ليس من سمع كمن رأى، غير أن هذه الحكومة التي حملها أهل عدن مستبشرين، سمعت ورأت وعاينت ويفترض أنها عايشت ضخامة الكارثة الإنسانية التي دفعت الشرعية الإخوانية المواطنين إليها.
وحين تنصرف إلى التحرك لتشكيل لجنة تحقيق في أحداث معاشيق، بدلًا من أسباب خروج الناس ومطالبهم البسيطة برفع الضيم والتوقف عن استنزاف الجنوب وثرواته وأرضه حتى جف ضرعها، وسد رمق الجوعى، فإن الواقع يوحي بأنها ليست منزوعة الصلاحيات فحسب، وإنما بلا بوصلة سياسية أو أخلاقية.
وعلى الرغم ما في الدعوة من صلف، فإن شعب الجنوب الذي فاض كيله، ونفد صبره، لن يعيقه كيد أو تآمر عن انتزاع حقوقه، بالتفافه حول ممثله الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي.
وإذا حرصت أطراف بعينها تحت سقف معاشيق على أمنها الشخصي وأهدرت مفاهيم الأمن الغذائي، والسلم المجتمعي، فإن الجنوب قادر على الالتفات إلى بواعث معاناة شعبه، وتفادي الوصول إلى نقطة اللا عودة التي تدفع إليها الشرعية الإخوانية.
