السعودية اسمعت امريكا اللا الحوثية

المبادرة كانت خطوة سياسية كاشفة لأعذار جماعة الحوثي التي ظلوا يتمترسون خلفها طالبين تنفيذها ليوافقوا على وقف إطلاق النار. والبدء بمفاوضات،، وهما فتح مطار. صنعاء. وميناء الحديدة وفك الحصار عن الشعب هناك كما يروجون في خطاباتهم التي يبررون فيها استهداف الأراضي السعودية واستمرار حربهم بأتجاه مأرب.

فالمبادرة منحتهم مطلب فتح مطار صنعاء وتشغيل ميناء الحديده باشراف أممي وضبط إليه توريد الإيرادات لفرع البنك المركزي بالحديدة ،

الا انه عليهم كذلك كحوثيين تسليم السلاح( للدولة ) !! والانسحاب من المحافظات الشمالية التي سيطروا عليها كما تنص القرارات الدولية.

وهذا شيء كانت تعلم السعودية أن جماعة الحوثي الانقلابية لن تقبل به مطلقاً كونها جماعة لاتسنطبع أن تعيش او استمر إلا بوجود الحرب وخلق الفوضى ،، وبرغم ذلك استطاعت المملكة سياسياً أن توصل رسالة للادارة الأمريكية مفادها بأن من يرفض كل دعوات وقف الحرب وإنهاء الصراع في اليمن هم جماعة الحوثي وليس اي طرف آخر ، سيما وأن المبادرة ذكر فيها.انها تأتي في سياق دعم جهود المبعوث الأمريكي بشأن الملف اليمني لإنهاء الصراع في اليمن بشكل كامل.

استطاعت المملكة العربية السعودية أن تخفف حدة الضغط الدولي التي تواجهه من قبل المجتمع الدولي بعد أن استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية خلال الفترة الماضية خلط ماهو إنساني بما هو سياسي امام المجتمع الدولي ليشكلوا بذلك ضغطاً دولياً على المملكة وتصوير الحرب في اليمن وكأنها حرباً يمنية سعودية صرفة وليست انقلابا او حرباً أهلية داخلية اختلط فيها المذهبي بالسياسي بالديمغرافي والجغرافي.

وبذكاء سياسي كانت السعودية موفقة بأن ترمي الكرة في ملعب إدارة الرئيس ( بايدن ) عبر هذه المبادرة ولسان حالها يقول له؛ تفضل،، هؤلاء هم الحوثيين ومن خلفهم إيران بطبيعة الحال، هؤلاء من يرفضون كل ماهو متاح من فرص لإنهاء الحرب في اليمن فأرونا اليوم ما انتم معهم فاعلون !!

وقد تم هذا فعلاً،، فحكومة الشرعية وافقت على التعاطي مع المبادرة والمبعوث الاممي دعم هذه المبادرة،، والمبعوث الآمريكي اثنى عليها.

لكن وكما كانت تعلم المملكة سلفاً من انه سيكون للحوثيين ومن خلفهم إيران رأياً آخر وهو الرفض ولا شيء غير الرفض ، وهو ما ارادت واستطاعت ان تنتزعه منهم هذه المبادرة وجعلتهم كجماعة الحوثي ينطقون بهذا الرفض بشكل واضح وبصوت عالي ليسمعه الرئيس الأمريكي ( بايدن.) ملىء اذنيه،، ليعلم من الذي يهدر الفرص ومن الذي يحاصر الناس ويشردهم .