معاصر السمسم التراثية تعول اقتصاد أبين

الجمعة 2 إبريل 2021 13:01:00
"معاصر السمسم" التراثية تعول اقتصاد أبين

أبين – المشهد العربي:

لا تزال معاصر زيت السمسم التقليدية في محافظة أبين صامدة في وجه التطور والحداثة التي رافقت العديد من المهن الحرفية في المنطقة، حيث تعد طريقة قديمة متوارثة منذ زمن طويل.

وتصنع ( معصرة) زيت السمسم التقليدية من جذوع الأشجار الكبيرة على شكل دائري مجوف من الداخل مع ارتباطها بعود آخر دوره عصر حبات السمسم لتتحول إلى زيت لذيذ الطعم يدخل في العديد من الصناعات.

الارتباط الوحيد لمعاصر السمسم بعصرنا الحالي، في اعتمادها على محرك كهربائي، بدلًا من الاعتماد سابقًا على الدواب في عملية تحريك أعواد السمسم؛ لعصر بذوره.

وتعتمد العديد من أسر أبين، على المعاصر كمصدر رزق، ساعد على بقائه المساحات الزراعية لمحصول السمسم في دلتا أبين.

ويقول المواطن محمد برقوش عوض، عامل في إحدى المعاصر بمدينة جعار إنه توجد معاصر الزيوت في مختلف مناطق الجنوب، كانت في السابق تعمل بواسطة الحيوانات كالجمال الذي تغطى عينيه، عند عصر حبات السمسم، كاشفًا أن دخول الكهرباء أنهى الاعتماد على الجمال.

ويشير إلى أن أولى مراحل عصر زيت السمسم بوضع حباته في المعصرة المصنوعة من جذوع الأشجار، موضحا أنها غالبا ما تكون مصنوعة من شجرة المريمر.

ويستطرد: "نحرك العود عن طريق الكهرباء بشكل دائري لعصر حبات السمسم لساعات قبل جمع الزيت ووضعه في إناء مخصص للزيوت أو زجاجات صغير للبيع".

ويبرر ارتفاع أسعار زيت السمسم نتيجة غلاء أسعار الحبوب، مشيرأ إلى انعكاس ارتفاع سعر السمسم المستخدم لاستخراج الزيوت.

ويرى أن هناك إقبال شعبي على شراء زيت السمسم المعروف بـ (السليط الحالي) على الرغم من الظروف الصعبة وانعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ويتفق معه العامل بصناعة زيت السمسم نصر طالب سعيد، في أن المعاصر التقليدية تقاوم الحداثة، رغم تعاقب الزمن عليها، وظهور ماكينات حديثة في صناعة زيت السمسم.

ويوضح أن محافظة أبين لا تعتمد على الآلات الحديثة لاستخراج زيوت السمسم، لصالح الاعتماد بشكل كلي على المعاصر التقليدية.

ويلفت إلى انتشار استخدامات مختلفة لزيت السمسم سواء في صناعة المأكولات أو الأدوية العلاجية، كملين للمعدة، ودهان للرضع.

من جهتها، تؤكد المحامية ابتهال ناصر طاهر أنّ زيت السمسم أو السليط الحالي يعد جزءًا من الموروث الشعبي للأسر الجنوبية، مشددة على تفضيل المواطن الزيوت الطبيعية والمنتجة محليًا كونها ذات جودة غذائية كبيرةً بالمقارنة بالمستوردة من خارج البلاد.

وتدعو الجهات المعنية إلى الاهتمام بالصناعات التقليدية المتوارثة باعتبارها أحد ملامح الهوية الشعبية.

ويكشف المواطن رفيق مزيد محمد سعيد، عن تحوله إلى صناعة أعواد السمسم، وتخليه عن العمل في الحدادة، موضحا أنه يشتري جذوع الأشجار لصناعة المعاصر وأعواد السمسم باستخدام فأس ومنقب.

ويلفت إلى أن صناعة معاصر السمسم يستغرق منه يومين فقط، بينما أعواد السمسم تستغرق يومًا واحدًا.

ويضيف رفيق , أصنع المعاصر وأعواد السمسم , من اشجار المريمر والسمر والعلب ( السدر ) , من خلال الزبائن .