مصر.. وإدارة السفينة الجانحة

يعدّ جنوح السفينة “إيفر غيفين”، سفينة الحاويات الضخمة التي تديرها شركة “إيفرغرين مارين” التايوانية، ويبلغ طول “إيفر غيفن” 400 متر ، أي ما يعادل أربعة ملاعب كرة قدم ، والتي علقت السفينة عند الطرف الجنوبي لقناة السويس، أكبر اختبار أمام الإدارة المصرية في التعامل مع التحديات، وبخاصة عندما يتعلّق الأمر بقناة السويس التي تصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وإحدى أهم المجاري البحرية في العالم، والذي يمرّ عبرها ما بين 8% إلى 12% من حجم التجارة العالمية. السفينة الجانحة

لاشك أنّ النجاح الذي حققته مصر في التعامل مع هذه الأزمة “أزمة السفينة الجانحة” ونجاح “خطة تعويم السفينة” برغم التعقيدات الفنية الهائلة التي أحاطت العملية من كل جانب، أكد ذلك قدرة مصر الهائلة لوحدها في التعامل مع التحديات، وإدارة الأزمات فيما يتعلق بحركة التجارة العالمية في قناة السويس، حيث نجح المصريون لوحدهم في التعامل مع هذه الأزمة وتقليص حجم الوقت المتوقع في التعامل مع هذه الأزمة، وبالتالي تقديم نموذج عظيم حول القدرة المصرية في تذليل العقبات والصعاب أمام كل ما يهدّد حركة الملاحة البحرية في قناة السويس، وإعادة الحركة التجارية إلى مسارها الطبيعي.

تعدّ قناة السويس التي تصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، والذي يمرّ عبرها ما بين 8% إلى 12% من حجم التجارة العالمية، أحد أهم المجاري البحرية في العالم وذات فاعلية وتأثير في الاقتصاد العالمي، وكان لا بد أن تكون الإدارة عليه ترقى إلى مستوى الأهمية التي تحظى بها هذه القناة، وهذا ما أظهرته مصر من خلال إدارتها في التعامل مع “السفينة الجانحة”، والتي جاءت التحركات المصرية مخالفة تماماً للتوقعات، حيث كانت التوقعات يتم بناءها على مدة زمنية طويلة قد تصل لأسابيع، حتى تعود حركة الملاحة البحرية في قناة السويس إلى طبيعتها، ولكن الإرادة المصرية لاشك أنّها كانت أكبر من التوقعات، حيث نجح المصريون في تحقيق خطة “تعويم السفينة” بدون تفريغ حمولتها الضخمة، التي تزيد عن 200 ألف طن، في خطوة تتخطى سقف التوقعات، في فترة قصيرة جداً، والإعلان عن عودة الأمور في قناة السويس إلى طبيعتها.

لا يخفى على أحد أنّه كانت هناك محاولات لتسييس حادثة “السفينة الجانحة”، والعمل على توظيفها لخدمة مصالح وأهداف دول إقليمية، فعند النظر لإيران نجد أنّها كانت تذهب إلى محاولة سلب قناة السويس من أهميتها في حركة التجارة العالمية، عبر محاولة استغلال الأزمة لطرح طرق بديلة، وهو ما دعى له السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، إلى ضرورة تفعيل ممر “شمال -جنوب” بدلاً عن قناة السويس، ويكون عبر اتخاذ طريق جديد للتجارة بين آسيا الوسطى وشرق أوروبا، تكون بدايته الهند مروراً بإيران وأفغانستان وأذربيجان وينتهي في روسيا، وهو ما يعني محاولة من إيران لأن تبني لها موقعاً في حركة التجارة العالمية على حساب الموقع التاريخي الذي تمتلكه مصر.

أما بالنسبة لتركيا نجد أنّها حاولت ممارسة “حرب نفسية” ضد القاهرة عبر البعث برسائل ملغمة، وذلك عبر إبداء استعدادها للمساعدة في “تنفيذ خطة تعويم السفينة” مشيرة لامتلاكها “نينه خاتون” التي تعتبر “أقوى سفينة استجابة للحالات الطارئة في تركيا، وهي خطوة تريد منها تركيا التقليل من القدرة والإدارة المصرية في التعامل مع التحديات في قناة السويس.

برغم العروض الدولية والإقليمية التي قدّمت لمساعدة القاهرة في التعامل مع “السفينة الجانحة”، بغض النظر عن الأهداف الحقيقية وراء هذه العروض، إلا أنّ العقلية السياسية المصرية سعت لقطع الطريق أمام محاولات القفز على الإنجازات المصرية، فقد كانت مصر تؤمن وبشدة بقدرة سواعد أبنائها على التعامل مع التحديات وتذليل الصعاب، والرهان على الإرادة الوطنية المصرية في التعامل مع هذه الحادثة، وبالتالي فإنّ نجاح “خطة تعويم السفينة” خلال فترة قصيرة، والتغلب على التعقيدات الفنية، هو نجاح لرهان مصر على سواعد أبنائها. السفينة الجانحة

خالد الزعتر

يعدّ جنوح السفينة “إيفر غيفين”، سفينة الحاويات الضخمة التي تديرها شركة “إيفرغرين مارين” التايوانية، ويبلغ طول “إيفر غيفن” 400 متر ، أي ما يعادل أربعة ملاعب كرة قدم ، والتي علقت السفينة عند الطرف الجنوبي لقناة السويس، أكبر اختبار أمام الإدارة المصرية في التعامل مع التحديات، وبخاصة عندما يتعلّق الأمر بقناة السويس التي تصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وإحدى أهم المجاري البحرية في العالم، والذي يمرّ عبرها ما بين 8% إلى 12% من حجم التجارة العالمية. السفينة الجانحة

لاشك أنّ النجاح الذي حققته مصر في التعامل مع هذه الأزمة “أزمة السفينة الجانحة” ونجاح “خطة تعويم السفينة” برغم التعقيدات الفنية الهائلة التي أحاطت العملية من كل جانب، أكد ذلك قدرة مصر الهائلة لوحدها في التعامل مع التحديات، وإدارة الأزمات فيما يتعلق بحركة التجارة العالمية في قناة السويس، حيث نجح المصريون لوحدهم في التعامل مع هذه الأزمة وتقليص حجم الوقت المتوقع في التعامل مع هذه الأزمة، وبالتالي تقديم نموذج عظيم حول القدرة المصرية في تذليل العقبات والصعاب أمام كل ما يهدّد حركة الملاحة البحرية في قناة السويس، وإعادة الحركة التجارية إلى مسارها الطبيعي.

تعدّ قناة السويس التي تصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، والذي يمرّ عبرها ما بين 8% إلى 12% من حجم التجارة العالمية، أحد أهم المجاري البحرية في العالم وذات فاعلية وتأثير في الاقتصاد العالمي، وكان لا بد أن تكون الإدارة عليه ترقى إلى مستوى الأهمية التي تحظى بها هذه القناة، وهذا ما أظهرته مصر من خلال إدارتها في التعامل مع “السفينة الجانحة”، والتي جاءت التحركات المصرية مخالفة تماماً للتوقعات، حيث كانت التوقعات يتم بناءها على مدة زمنية طويلة قد تصل لأسابيع، حتى تعود حركة الملاحة البحرية في قناة السويس إلى طبيعتها، ولكن الإرادة المصرية لاشك أنّها كانت أكبر من التوقعات، حيث نجح المصريون في تحقيق خطة “تعويم السفينة” بدون تفريغ حمولتها الضخمة، التي تزيد عن 200 ألف طن، في خطوة تتخطى سقف التوقعات، في فترة قصيرة جداً، والإعلان عن عودة الأمور في قناة السويس إلى طبيعتها.

لا يخفى على أحد أنّه كانت هناك محاولات لتسييس حادثة “السفينة الجانحة”، والعمل على توظيفها لخدمة مصالح وأهداف دول إقليمية، فعند النظر لإيران نجد أنّها كانت تذهب إلى محاولة سلب قناة السويس من أهميتها في حركة التجارة العالمية، عبر محاولة استغلال الأزمة لطرح طرق بديلة، وهو ما دعى له السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، إلى ضرورة تفعيل ممر “شمال -جنوب” بدلاً عن قناة السويس، ويكون عبر اتخاذ طريق جديد للتجارة بين آسيا الوسطى وشرق أوروبا، تكون بدايته الهند مروراً بإيران وأفغانستان وأذربيجان وينتهي في روسيا، وهو ما يعني محاولة من إيران لأن تبني لها موقعاً في حركة التجارة العالمية على حساب الموقع التاريخي الذي تمتلكه مصر.

أما بالنسبة لتركيا نجد أنّها حاولت ممارسة “حرب نفسية” ضد القاهرة عبر البعث برسائل ملغمة، وذلك عبر إبداء استعدادها للمساعدة في “تنفيذ خطة تعويم السفينة” مشيرة لامتلاكها “نينه خاتون” التي تعتبر “أقوى سفينة استجابة للحالات الطارئة في تركيا، وهي خطوة تريد منها تركيا التقليل من القدرة والإدارة المصرية في التعامل مع التحديات في قناة السويس.

برغم العروض الدولية والإقليمية التي قدّمت لمساعدة القاهرة في التعامل مع “السفينة الجانحة”، بغض النظر عن الأهداف الحقيقية وراء هذه العروض، إلا أنّ العقلية السياسية المصرية سعت لقطع الطريق أمام محاولات القفز على الإنجازات المصرية، فقد كانت مصر تؤمن وبشدة بقدرة سواعد أبنائها على التعامل مع التحديات وتذليل الصعاب، والرهان على الإرادة الوطنية المصرية في التعامل مع هذه الحادثة، وبالتالي فإنّ نجاح “خطة تعويم السفينة” خلال فترة قصيرة، والتغلب على التعقيدات الفنية، هو نجاح لرهان مصر على سواعد أبنائها. السفينة الجانحة