دلتا أبين تفقد 30 ألف فدان من أراضيها الزراعية

الجمعة 16 إبريل 2021 14:39:00
دلتا أبين تفقد 30 ألف فدان من أراضيها الزراعية

أبين – المشهد العربي:

تتآكل الرقعة الزراعية في دلتا أبين، مع تسارع وتيرة الزحف العمراني، وتصاعد معدلات الجفاف، وعزوف المزارعين عن المهنة لانخفاض عوائدها لارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض خصوبة الأرض، وصعوبة الاستفادة من مياه السيول.

ويشير المهندس جمال فضل حلبوب، مدير الري السابق إلى تراجع المساحة الزراعية لدلتا أبين لـ 55 ألف فدان، بعد أن كانت تقدر بـ 84 ألف فدان.

ويشير إلى أن إهدار مياه السيول يضاعف أزمة انحسار الرقعة الزراعية، ويعزز معدلات الزحف العمراني، ويسهل القضاء على آلاف من الهكتارات الزراعية من أجود الأراضي الخصبة في مناطق دلتا أبين.

ويناشد حلبوب الجهات المسؤولة والمعنية، تدبير التمويلات للدراسات الزراعية؛ وتأهيل منظومة الري في وادي بنا، للحد من ظاهرة تحول الأراضي الزراعية إلى أراضٍ بور، موضحًا أن ملاكها يتوجهون إلى تحويلها لمخططات سكنية عبر البناء العشوائي بدون أي تخطيط هندسي.

ويلفت إلى أن الزحف العمراني يلوث التربة الزراعية ويقضي على المزارع التي ترفض الإغراءات المالية لبيع الأراضي.

و يقول المواطن ناصر محمد سالم إن العقود الماضية شهدت ازدهار قطاع الزراعة في دلتا محافظة أبين، بحكم المساحات الزراعية الشاسعة الصالحة لجميع أنواع المحاصيل، مضيفا أنها فترة اتسمت باهتمام حكومي بدعم المزارعين والفلاحين، قبل الاحتلال اليمني، موضحة أن دلتا أبين عُرفت حينها بسلة الجنوب الغذائية، مؤكدا أن المشهد تبدل جراء إهمال قنوات الري، وصيانة مجاري السيول.

ويرى المواطن ذاكر كليب منصور، أن عدم وصول المياه إلى الأراضي الزراعية وغياب الري التقليدي، تسبب في تصحر مساحات زراعية شاسعة وشجع على الزحف العمراني على الأراضي الزراعية.

ويقول إن الأراضي الزراعية في دلتا أبين تحولت إلى عقارات، تباع بمبالغ خيالية، أمام مرأى ومسمع من الجهات المعنية.

ويطالب الجهات المعنية بالتدخل للمحافظة على المساحات الخضراء، وإيقاف الزحف العمراني العبثي المخالف للمخططات الهندسية الحضرية.

من جانبه، يؤكد المواطن عبدالله قاسم صالح أن الأراضي الزراعية في أبين خصبة، وقادرة على إنتاج المحاصيل النقدية كالسمسم والفول السوداني والقطن، التي كانت تدر أرباحًا على المزارعين والدولة.

ويرجح أن تدهور واقع قطاع الزراعة في دلتا أبين، نتيجة مؤامرة، ببناء سدود وحواجز عشوائية، ومنع مياه السيول لأكثر من 20 سنة للقضاء على الزراعة والإنتاج الزراعي في المحافظة لبيع الأراضي الزراعية.

من ناحيته، يبرر فهمي سعيد صالح، ظاهرة الزحف العمراني على الأراضي الخصبة بالانفجار السكاني في المدن، والهجرة من الريف إلى المدينة وعدم استيعاب المخططات السكنية لمعدلات النمو السكاني.