كُلّ شَاهْ معلَّقَهْ برجْلَهَا

المثل معناه في قوله تعالى: "كل امرئ بما كسب رهين". ومما يؤسف له أن كثيرين في مجتمعنا ينسبون خطأ الأفراد أو سلوكيات البعض، سواء كانوا مسئولين أو مواطنين، إلى مناطقهم أو قبائلهم، وهو أمر يتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي ومع قيمنا وتقاليدنا الاجتماعية النبيلة، التي يلخصها لنا المثل الشعبي (كُلّ شَاهْ معلَّقَهْ برجْلَهَا) ومعناه: أن كل إنسان مسئول عن تصرفاته ويتحمل تبعاتها وعواقبها ولا يؤاخذ بذنب غيره. ومثله في الفصيح:"كل شاة تناط برجلها".
وفي معناه أيضاً يقول الشاعر ذؤيب بن كعب بن عامر:
جانيك من يجني عليك وقد ... تعدي الصحاح فتجرب الجرب
والحرب قد تضطر جانيها إلى ... سوء المضيق ودونها الرحب
ومن غير المنطقي أن يتحمل شخص أو أسرة أو منطقة أو قبيلة تبعات أي سلوكيات شاذة لأحد أفرادها، لأن مثل هذه السلوكيات مستهجنة قبل كل شيء من قبلهم، ولا يقبلونها أو يقرون بها على غيرهم أو على أنفسهم. ولذلك يقال في أمثالنا (بكُلْ قَبيلِهْ هَبيْلِهْ) أي أن كل قبيلة أو جماعة لا تخلو من سفيه أو أحمق، مثلما لا تخلو من الحكماء والأذكياء.
خلاصة القول أن تصرف الفرد يخصه لشخصه ولا تتحمل أسرته تبعاته ولا قبيلته أو منطقته. ولا يجب أن نعمم أية سلوكيات أو أخطاء تحدث هنا وهناك فنسيء إلى منطقة بكاملها أو قبيلة بمجملها بجريرة أو ذنب أحد أفرادها. وهدينا في ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي لا تُؤاخذ نفسٌ بذنب أخرى.