خطط المليشيات الشيطانية.. لماذا يرفض الحوثيون خطط السلام؟

الأربعاء 5 مايو 2021 01:43:00
خطط المليشيات الشيطانية.. لماذا يرفض الحوثيون خطط السلام؟

يبدو أنّ المليشيات الحوثية تصر على إجهاض أي جهودٍ ترمي إلى إحداث حلحلة سياسية تُخمد لهيب الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق وخلّفت وراءها أزمة إنسانية شديدة البشاعة.

الحديث عن تهرب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على لسان ناطقها المدعو محمد عبدالسلام، من استحقاقات السلام، باعتبار أن مأرب معركة جزئية.

القيادي الحوثي تحدّث في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" عن تركز دعوات السلام على البدء بإيقاف هجوم المليشيات على مأرب يطيل أمد الحرب، في تهديد واضح للمجتمع الدولي.

ولوح المدعو عبدالسلام بتعطيل قرارات مجلس الأمن لحل الأزمة اليمنية، التي زعم أنها تتعارض مع مصلحة الشعب اليمني، في تأكيد على أن المليشيات الإجرامية تواصل الحديث بأسماء ضحاياها لمواصلة حربها على المدنيين، تنفيذًا للأجندة الإيرانية.

وبشكل واضح وصريح، رفضت مليشيا الحوثي الإرهابية مقترحات أمريكية وأممية جديدة للسلام في اليمن، خلال المفاوضات التي جرت في مسقط برعاية الوسطاء العمانيين.

مصادر مطلعة أبلغت "المشهد العربي"، أنّ الوفد الحوثي برئاسة ناطق المليشيات المدعو محمد عبدالسلام، رفض مقترحات سلام تبدأ بايقاف القتال في مأرب، وأصر على التمسك برؤية أحادية ترفض إيقاف القتال في مأرب، وتتمسك بفرض شروط مسبقة منها السماح بدخول المشتقات النفطية إلى الحديدة دون عوائق ورفع الحصار عن مطار صنعاء قبل الجلوس لمفاوضات تبحث وقف إطلاق النار.

وأضافت المصادر أن هناك مشروع قرار أمريكي بريطاني سيطرح أمام مجلس الأمن الدولي، في 12 مايو الجاري، ينص على فرض السلام في اليمن وإلزام المليشيات الإرهابية به.

وكان المبعوث الأمريكي تيم ليندر كينج قد عقد لقاءً مباشرًا مع رئيس وفد المليشيا محمد عبدالسلام في مسقط، كأول لقاء بين الرجلين، كما عقد الوفد الحوثي لقاءً منفصلًا مع المبعوث الأممي مارتن جريفيث دون التوصل إلى نتائج.

تكشف كل هذه التطورات أنّ هناك إصرارًا واضحًا من قِبل المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب، والعمل على إجهاض أي محاولات ترمي إلى إحداث حلحلة سياسية تخمد لهيب الأزمة المستعرة منذ صيف 2014.

الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب نابع من أنّ المليشيات تنفّذ في الأساس أجندة إيرانية شديدة الخبث تقوم على إجهاض أي جهودٍ تدفع نحو الحل السياسي، وتتعمّد إفشال الجهود الرامية إلى وقف الحرب.

وبالنظر إلى هذا الخبث الحوثي، فإنّ المجتمع الدولي تقع على كاهله مسؤولية التصدي لهذا الإجرام الحوثي الخبيث، علمًا بأنّ هذه المواجهة لا تقتصر على ذلك بقدر ما تتعلق بضرورة العمل على إجهاض الدور الخبيث الذي تلعبه إيران في إطار دعمها للمليشيات الإرهابية، وما يؤديه ذلك من إطالة لأمد الحرب.

ولا شك أنّ مواجهة إرهاب الحوثيين مرتبط بدور حيوي يتوجب أن تتم ممارسته على صعيد واسع، يخص ضرورة مواجهة الدور الخبيث الذي تلعبه إيران في تحريك المليشيات لتخوض حربًا بالوكالة عوضًا عنها.

وفي الفترة الأخيرة، تزايدت الأدلة التي تفضح حجم الدعم الإيراني للحوثيين على الصعيد التسليحي، بينها ما عرضته وزارة الدفاع الأمريكية من صور لأسلحة وصواريخ إيرانية، دعمَّت بها طهران مليشياتها الإرهابية لنشر الفوضى في اليمن.

وبيّنت هذه الصور، التي لاقى عرضها ردود أفعال واسعة، عددًا من الأنظمة الإيرانية والأسلحة المتنوعة التي كانت بأيدي الحوثيين، وتثبت انتهاك إيران السافر لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231.

بالإضافة إلى ذلك، أكَّد تقرير أعده خبراء الأمم المتحدة وعرض على مجلس الأمن، أن جهات وكيانات إيرانية متورطة بإرسال أسلحة إلى مليشيات الحوثي في اليمن.

وجاء في تقرير للخبراء المستقلين المراقبين لنظام العقوبات الخاصة باليمن، أنَّ "هناك كمية متزايدة من الأدلة التي تثبت أن أفرادا أو كيانات من داخل إيران متورطون في إرسال أسلحة ومكوناتها إلى الحوثيين".

اللافت أنّ طهران التي حاولت فرض سياج من السرية على هذا الدعم الخبيث المقدّم للحوثيين تخلّت مؤخرًا عن هذه السياسة وجاهرت بدعم المليشيات، وصدر ذلك على لسان القيادي في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني رستم قاسمي الذي اعترف بتسليح مليشيا الحوثي الإرهابية.

القيادي العسكري الإيراني قال إنَّ ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة بفضل مساعداتهم، متحدثًا عن انتشار ضباط إيرانيين مع المليشيات في اليمن، وتدريب عناصرها.

هذا الواقع المشتبك يستدعي على المجتمع الدولي ضرورة أن يكون أكثر حسمًا وحزمًا في مواجهة الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانيًّا، مع ضرورة اتخاذ مواقف جادة على الأرض تضمن وأد إرهاب هؤلاء "الأشرار".