الانتحار في مناطق الحوثي.. هروبٌ من جحيم المليشيات

الأربعاء 12 مايو 2021 18:25:29
 الانتحار في مناطق الحوثي.. هروبٌ من جحيم المليشيات

فيما خلّفت الحرب الحوثية أزمات إنسانية مدقعة، فإنّ هذه الأعباء انعكست بشكل واضح وملموس في ارتفاع معدلات الانتحار في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.

ففي هذا الإطار، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن ارتفاع معدل حالات الانتحار خلال الأشهر الماضية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية؛ بسبب تدهور الأوضاع المعيشية واستمرار القمع.

الصحيفة قالت إنَّ أسباب تزايد أعداد المنتحرين يعود إلى ويلات الحرب التي أشعلتها المليشيات، وما جرى من تدمير كامل للبنية الاقتصادية وتوقف للخدمات وارتفاع للأسعار ومعدلات الفقر والبطالة وانقطاع الرواتب وغيرها.

وأضافت أنَّ العديد من الأشخاص لقوا حتفهم انتحارًا؛ بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية، وعجزهم عن الوفاء بالتزاماتهم أمام أسرهم وأطفالهم.

ولا تزال المليشيات الحوثية تتكتم عن الأعداد الحقيقية للمنتحرين في صنعاء؛ لأسباب عدة منها على سبيل المثال معرفتها بأنها المُتسبب الوحيد في تدهور أوضاع ومعيشة الناس، والتي قادت إلى لجوء الكثير منهم إلى الانتحار هربًا من الفقر وسياسات التجويع والنهب والقمع.

توثّق هذه المعلومات حجم الأعباء الإنسانية التي خلّفتها الحرب الحوثية الغاشمة، التي طال أمدها أكثر من يُطاق، وكبّدت المدنيين كلفة باهظة للغاية.

تفاقم ظاهرة الانتحار مرتبط بحجم تفشي الفقر لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، وهي أعباء تغذيها الحرب الراهنة بشكل كبير.

وتكشف معلومات رقابية أنّ الحرب التي أشعلها الحوثيون قادت إلى تفشٍ مرعب للفقر، ودفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.


كلفة أخرى تجلّت في هذا الإطار أيضًا وهو الانتشار المكثف للمتسولين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث ينتشر هؤلاء في معظم الأحياء، يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق والأسواق، يفترشون الأرصفة وأبواب المساجد والمحال التجارية والمنازل، أملًا في الحصول على مساعدات مالية أو عينية.

اللافت للانتباه أنّ ظاهرة التسول لا تقتصر على شريحة كبار السن الذين يمكن أن يتعاطف الناس معهم، فالأطفال والنساء انضموا أيضًا إلى طابور كبير من المتسولين الذين تمتلئ بهم شوارع المدن، وفقًا الكثير من المعلومات الواردة من الأرض.

وفي الأساس، هناك ملايين السكان الذين هو بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، في وقت ظهرت فيه مؤشرات المجاعة في أكثر من محافظة، جرّاء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي منذ صيف 2014.

وسبق أن أعلن البنك الدولي أنّ الحرب الحوثية تسبّبت في وقوع أكثر من 21 مليون نسمة من أصل 26 تحت خط الفقر، أي 80% من تعداد سكان البلد المضطرب، في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ قرابة 24 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية.