نموذج سقطرى يستفز أعداء الجنوب

الجمعة 28 مايو 2021 18:02:00
نموذج سقطرى يستفز أعداء الجنوب

رأي المشهد العربي

استطاعت محافظة أرخبيل سقطرى أن تكون نموذجا يُحتذى به، إذا كانت هناك رغبة حقيقية في التخلص من الحرب الحوثية والإرهاب الذي تمارسه الشرعية الإخوانية طيلة السنوات الماضية، وذلك بعد أن حقق المجلس الانتقالي الجنوبي طفرات أمنية وتنموية مهمة منذ أن حُرر الأرخبيل من سلطة الإخوان الغاشمة قبل عام تقريبا، وذلك بجهود إنسانية فاعلة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

تمكن الانتقالي من بسط سيطرته الأمنية على الأرخبيل وتراجعت الانتهاكات التي كان يتعرض لها المواطنون بشكل يومي بفعل سلطة الإخوان الإرهابية، وعاد الهدوء مرة أخرى إلى الجزيرة التي يجري وصفها بـ"الهادئة"، وانطلقت عملية التنمية في مجالات مختلفة، وانعكس ذلك إيجابيا على توفير الخدمات العامة وعدم تعرض الأرخبيل لأزمات شبيهة للتي تحدث في مناطق تتواجد فيها سلطة الإخوان وتشن فيها حرب خدمات شرسة ضد المواطنين.

وكذلك فإن قوة الانتقالي أيضا كانت سببا مباشرا في وأد المؤامرات التركية التي استهدفت السيطرة على الأرخبيل وتحويله إلى قاعدة عسكرية لتأمين مصالحه في القرن الإفريقي بفعل وجود الأرخبيل بالقرب من السواحل الصومالية التي تتواجد فيها قاعدة عسكرية تركية أخرى، وشكلت جهود الانتقالي نموذجا فريدا في التعامل مع التهديدات الإقليمية التي تجابه الجنوب وتستهدف السيطرة على مقدراته.

تمكن المجلس الانتقالي من أن ينسج ثنائية ناجحة مع المؤسسات الإغاثية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في سقطرى، وبدت الجهود الإنسانية لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد داعمة لخطط الانتقالي التنموية في الأرخبيل، وسدت ثغرات مهمة من ناحية أزمة التمويل التي تقف عائقا أمام تطوير قدرات المحافظات الجنوبية.

وتركزت تحركات المنظمات الإغاثية الإماراتية على الخدمات التي تحاول الشرعية الإخوانية من خلال عملائها تأزيمها في الجنوب كما الحال بالنسبة لأزمة الوقود والمشتقات النفطية والتي يتحكم فيها المدعو أحمد العيسي ويحاول بين الحين والآخر إشعالها بالأرخبيل.

يمكن القول إن نموذج سقطرى الناجح استفز أعداء الجنوب ودفعهم نحو نشر أكاذيب وافتراءات بشأن الدور الإماراتي في الأرخبيل في محاولة لإيجاد منفذ من الممكن الدخول منه إلى المحافظة الهادئة مرة أخرى، لإدراكها أن الدور الإماراتي التنموي والإغاثي يشكل حائط صد أمام المؤامرات التي يجري وضعها على أساس تخريب الخدمات العامة وتأليب المواطنين ضد قيادتهم الجنوبية.

لا تنفصل ادعاءات الشرعية الإخوانية الكاذبة عن مساعيها لإخضاع محافظات الجنوب تحت سيطرتها، تحديدا أرخبيل سقطرى والذي يحظى باهتمام قوى إقليمية معادية على رأسها تركيا الداعم الأول لمليشيات الإخوان سياسيا وعسكريا، وبالتالي فإن تحويل المحافظة التي كان مخططا لها أن تغرق في الفوضى، من أجل تثبيت أركان القوى الأجنبية المحتلة، إلى جزيرة متطورة خدميا واقتصاديا وأمنيا بمثابة الصاعقة وفشل ذريع لعملاء أنقرة وغيرهم من الإرهابيين.