تهريب النفط.. وسيلة الشرعية لعقاب الجنوب وإنعاش الحوثي

الأحد 6 يونيو 2021 21:50:00
تهريب النفط.. وسيلة الشرعية لعقاب الجنوب وإنعاش الحوثي

اصطفت العشرات من ناقلات النفط اليوم الأحد، على طريق الخورة الرابط بين محافظة شبوة الواقعة تحت وطأة الاحتلال الإخواني ومحافظة البيضاء التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، في مشهد تكرر كثيرا خلال الأيام الماضية، وهو ما أثار حفيظة أبناء شبوة الذين يعانون من ارتفاع أسعار النفط وغلاء السلع الأساسية والاستهلاكية.

ويتكرر مشهد اصطفاف الناقلات النفطية بشكل يومي، وسط معلومات تشير إلى أن سلطة الإخوان بقيادة المحافظ محمد بن عديو تعمل على تهريب مليون برميل نفط شهريا، تقوم ببيعها إلى وكلاء تابعين للمليشيات الحوثية في محافظة البيضاء، في حين تعاني المحافظة من أزمات شح المشتقات النفطية.

ويعمل المحافظ الذي ينتمي للإصلاح وينفذ بالأساس سياسية الشرعية الإخوانية على تهريب حصة المحافظة من النفط، فيما تواصل أسعار المحروقات، ارتفاعها القياسي بالمحافظة وسط أزمة معيشية حادة.

وسجل سعر لتر البنزين، أمس السبت، 640 ريالًا، بما يعادل 12 ألفا و800 ريال لـ"الدبة" سعة (20 لترًا)، وينعكس ذلك بالضرورة على غلاء المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الشحيحة بالأساس داخل أسواق المحافظة، جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها شبوة.

ودفعت حالة تردي الأوضاع في المحافظة المواطنين للخروج إلى الطريق الذي تصطف فيه الناقلات لمنعها من الحركة، وأوقفوا، أمس الأول الجمعة، الطريق الذي يمر عبره تهريب قواطر المحروقات لمليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة البيضاء.

وعبر أهالي المنطقة عن رفضهم انشغال السلطة المحلية الإخوانية، بتهريب ثروات المحافظة، وتجاهل احتياجاتهم، بعد أن توالت الفعاليات الاحتجاجية خلال الأشهر الماضية للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وسط تجاهل تام من السلطات.

وتتفاقم أزمات المشتقات النفطية في شبوة ليس فقط بسبب تهريب النفط، لكن أيضا بسبب انتشار محطات الوقود الخاصة التي يرتبط أصحابها بمصالح مع المحافظ الإخواني بن عديو، حيث تقوم سلطة الإخوان بحجب الوقود عن المواطنين لبيعها بأسعار مرتفعة وهو ما يؤدي بين الحين والآخر إلى عودة ظاهرة طوابير السيارات أمام هذه المحطات.

وتعرضت محطات الوقود العامة في المحافظة إلى حملات تضييق واسعة من سلطة الإخوان دفعت الكثير منها لغلق أبوابها، وبالتالي لم يجد المواطنين سبيلا سوى الحصول على الوقود من المحطات الخاصة التي تشكل الغالبية العظمى من محطات الوقود العاملة بالمحافظة.

وفي الوقت الذي تتسبب فيه أزمة المشتقات النفطية في مشكلات متفاقمة لأبناء شبوة تستفيد المليشيات الحوثية من عمليات التهريب لأنها تصلها بأسعار شحيحة من جانب، كما أنها تساهم في إنعاش المناطق الواقعة تحت سيطرتها والتي تعاني أزمات نفطية متفاقمة على الجانب الآخر، ليكون وصول النفط إليها بمثابة المتنفس الذي يساعدها على المضي قدما في ارتكاب جرائمها.